هيبة العلماء

حتى إن من الطرائف أن الإمام الشافعي لما هَمَّ بطلب العلم وذهب إلى المدينة المنورة، كان معه خطاب إلى الوالي يطلب منه أمير مكة من أمير المدينة أن يذهب إلى الإمام مالك ليوصيه بالإمام الشافعي خيراً، فلما قرأ والي المدينة الكتاب أصابه ما قرب وما بعد، وقال: إن الإمام مالكاً رجل نَهابُه، ولا نستطيع أن نكلمه في أمر أو كأنه قال من يصل إليه؟! فقال الإمام الشافعي: أصلح الله الأمير! لو أمرت به إلى مجلسك! -لو دعوته ليأتي إليك- فضحك الأمير، وقال: ليته يخرج إلينا بعدما يصيبنا غبار العقيق ونقطع الطريق إليه، فلما ذهب الوالي إلى الإمام مالك وقالت الجارية: إن الوالي بالباب قال لها: قولي له: إن كان عنده سؤال يكتبه في رقعة ونجيب عليه، وإن كان يريد التدريس فهو يعرف موعد التدريس، فيأتي إليَّ، فقال: إنني أريده في أمر مهم، فخرجت الجارية، ونصبت كرسياً للإمام مالك، فخرج بجلالته وهيبته ووقاره، وانتصب على كرسي … إلى آخر القصة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015