ولهذه الظواهر التي أشرت إليها في هذا العصر برز الانفصام والانفصال بين العلم والعمل، فأصبحت تجد في كثير من البلاد عالماً أو قل طالب علم، فحين تنظر في مظهره تجده مثلاً: حليق اللحية مسبل الثوب يلبس ثياباً لا تليق إلا بسفهاء الناس، ومظهره لا يدل على ما يحمله من العلم، ثم حين تأتي إلى بيته تجد عدداً من المخالفات الشرعية على أولاده وزوجته، وما ندري ماله من أين يكتسبه؟ …إلى غير ذلك، لا تجد السلوك والسمت الحسن المتناسب مع هذا العلم، هذا موجود وحين أقول موجود لا أقصد التعميم، وإنما أقصد أنه موجود ويعتبر ظاهرة ملحوظة، أي: ليس وجوده نادراً أو حالات فردية، بل وجوده يصل إلى حد يمكن أن يقال: إنه ظاهرة ملحوظة على المستوي العام، ولا يمنع وجود غيره كما أسلفت من العلماء العاملين الملتزمين بالسنة في مظهرهم ومخبرهم في كل مكان في الأرض ولا يخلو عصر من قائم لله بحجة.