الشباب والرياضة

النقطة الخامسة: الشباب والرياضة.

وقت كبير جداً ذلك الوقت الذي نقضيه في الرياضة، حسبت -على سبيل المثال- إحدى المباريات، كانت المباريات قبل حرب الخليج يحضرها عشرات الألوف، ثم بعد الأزمة تقلص الحضور كثيراً، وأصبحنا نقرأ في الصحف عن ندرة الحضور وقلتهم، ومحاولات مستميتة لإقناع الشباب بالرجوع إلى مواقعهم في المدرجات.

ومع ذلك هذه المحاولات -التي تصل إلى إعلانات وإغراءات وتسهيلات وخدمات وغير ذلك- مع ذلك لم تنجح في إعادة الجمهور كما كان، ولكن لنفترض أن مباراة نهائية حضرها عشرة آلاف متفرج، استغرقت المباراة وما قبلها وما بعدها من الوقت خمس ساعات، عشرة آلاف متفرج، اضرب في خمس ساعات، النتيجة خمسون ألف ساعة.

إذاً من عمر الأمة والمجتمع وطاقتهم، ضيعنا في أمسية واحد خمسين ألف ساعة، آلاف الأيام وعدد من السنوات، كم كان يمكن في مثل هذا الوقت أن ينتج هؤلاء الشباب لدنياهم من الأرباح والمكاسب المادية؟ وكم كان يمكن أن ينتجوا لأمتهم ومجتمعهم، من الخدمات العلمية والابتكارات والاختراعات والتصنيع؟ ولو أنهم كانوا في ناد علمي -مثلاً- أو مختبر أو معمل أو حقل تجارب؛ لأفادوا واستفادوا كثيراً، ونموا عقولهم ومعارفهم وتقدموا بأمتهم وأنفسهم إلى الأمام.

هذا فضلاً عن المشاهدين عبر الشاشة، وعبر الشاشة يشاهد -أقول وأنا متأكد مما أقول- أحياناً يشاهد مئات الألوف خاصة بعض المباريات الكبيرة، ويوم من الأيام نقل التلفزيون مباراة بين منتخب هذه البلاد ومنتخب اليابان أو كوريا، ونقلت عبر الشاشة.

ففي تلك الضحوة بعض المدارس ما حضرها أحد، مدرسة بنات في إحدى المدن المقدسة حضرها تسع بنات من بين ثمان مائة طالبة، جامعات لم يوجد في الفصول أحد، أساتذة ودكاترة ربما لم يأتوا من أجل مشاهدة تلك المباريات، أي لهاث مسعور وراء مثل هذا الأمر! هؤلاء الناس كم كانوا سيرتقون بأنفسهم وأرواحهم وإيمانهم وقلوبهم؛ لو أنهم خصصوا جزءاً من هذا الوقت في عبادة الله تعالى أو طاعة أو قربة إليه عز وجل.

أيها الإخوة، أيها الشباب: إلى متى الركض المحموم وراء الكرة، حتى إن مبانيها أحياناً تفوق أفخم المباني في بعض المدن والقرى، وربما تفتقر إليها كثير من المدارس والمؤسسات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015