هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، ويكفي في شرفه وفضله ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحاح الكثيرة، والتي يمكن أن تطلع عليها في مراجعة أي كتاب من كتب السنة، اقرأ مثلاً: كتاب جامع الأصول لـ ابن الأثير في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي الفضائل المشتركة بينه وبين أبي بكر، ترى ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل العظيم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {بينا أنا نائمٌ إذ رأيت الناس وعليهم قمصٌ، وقمص الناس منهم يبلغ الثدي، ومنهم من دون ذلك وعلى عمر قميص يجره، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: الدين} والحديث متفق عليه.
وفي الحديث الآخر أنه صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عبد الله بن عمر: {بينا أنا نائمٌ إذ أوتيت بقدحٍ من لبن فشربته، حتى أني لأرى الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيتُ فضلي عمر قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم} هذه الفضائل التي لا تنتهي لـ عمر رضي الله عنه، قميصٌ يجره هو الدين، ولبنٌ يشربه وهو فضلةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العلم، فما بالك بهذا الرجل أي رجلٍ يكون!