إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين قضوا بالحق، وبه كانوا يعدلون، والذين كانوا نجوماً يستضاء بها في الظلمات، والذين رفع الله بهم شأن هذا الدين، وأعز بهم الإسلام، وأحيا بهم ما اندرس من شرائع المرسلين.
أيها الإخوة: يقول الله تبارك وتعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163] .
صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي، هذا هو الدين وهذه هي العقيدة وهذا هو شأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا باتباعه، والاقتداء به، ولقد مرت بالمسلمين قرون نسوا خلالها هذا المعنى الشامل للإسلام، الذي يشمل كل جوانب الحياة فأصبح الدين في أوقات خاصة وفي أماكن خاصة.