Q كثيرٌ من الشباب يمضون أوقاتهم في النوم خاصة في الإجازة الصيفية، أو حتى في الإجازة الأسبوعية وفي الأمور المباحة، فما رأيك في ذلك؟
صلى الله عليه وسلم النوم لا ينبغي للإنسان أن يجعله هو همه إلا بقدر ما يتزود به للعمل الصالح، هو يعتبره محطة للتزود؛ ولهذا كانوا يعتبرون نومهم من عملهم، يتزودون به، يتقوون به على العبادة، أو الأعمال الصالحة، ولهذا قال معاذ رضي الله عنه لـ أبي موسى: [[إني أقوم وأنام، وأحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي]] .
يعني احتسب في النوم من الأجر مثلما احتسب في القيام والعبادة، لأن النوم حينئذٍ يتقرب به إلى الله تعالى لتقوي على طاعته حتى فسر بعضهم قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} [الأنعام:162] قال: المقصود بالممات هنا الموت الحقيقي، والموت الذي هو النوم أيضاً، أنه لله عز وجل لأنه ينام ليتقوى، مثل أن ينام أول الليل ليقوم آخره، أو ينام في القيلولة ليتقوى على طلب العلم، أو على العبادة، فلا شك أنه حينئذٍ مأجور.
أما الإنسان الذي يتقلب في فراشه يبحث عن النوم، فالغالب أن هذا الإنسان ليس في قلبه هم يشغله ويحدوه، ويدعوه إلى العمل الجاد المثمر.
وختاماً: أسأل لله تعالى أن يرزقني وإياكم العمل النافع والعمل الصالح، وأن يجعل ما أعطانا قربة وزلفى إليه إنه على كل شيء قدير.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرما ولا تهنا، واعِنَّا ولا تعن علينا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم أصلح سرنا وعلانيتنا، وظاهرنا وباطننا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم استعملنا فيما يرضيك، اللهم جنبنا بفضلك يا حي يا قيوم يا رحمان يا رحيم جنبنا مساخطك ومعاصيك، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم اجعل ما علمتنا وأسمعتنا حجة لنا لا حجة علينا، اللهم أحيي قلوبنا بذكرك وشكرك وطاعتك، اللهم خذ بأيدينا إلى ما يرضيك، اللهم اجمع شتات قلوبنا.
اللهم وحد على الخير صفوفنا، اللهم أبرم للمؤمنين أمراً يعز به من أطاعك حتى لا يكون أحدٌ أعز منك، ويذل به من عصاك حتى لا يكون أحد أذلك منك، اللهم ألحظ بعين رعايتك وعطفك ولطفك إخواننا المستضعفين في كل مكان، اللهم أنزل عليهم من سكينتك ونصرك يا حي يا قيوم ما تؤمنهم به من خوف، وتشبعهم به من جوع، وتكسوهم به من عري، اللهم وأنزل على عدوهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
يا حي يا قيوم هذا الدعاء ومنك الإجابة، اللهم إنا ندعوك ونحن نعلم أننا لا نستحق الإجابة، لكننا نحن نعلم أيضا أنك أنت مجيب الدعوات، وقاضي الحاجات، تجيب دعاء المضطرين، حتى وإن كانوا بالإجابة غير جديرين، فيا قيوم السماوات والأرض لا ترد دعاءنا، ولا تخيب رجاءنا، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.