القلب مستودع المشاعر والأحاسيس

الأمر الثاني: الذي ركب منه الإنسان: القلب، وهو مستودع المشاعر والأحاسيس، ومستقرها، فهو الذي يحب ويبغض، ويلين ويقسو، ويصح ويمرض، وهو مستودع المشاعر، فقد يتجه هذا القلب إلى مسلك حسن، فيكون فيه الإيمان، ومحبة الرحمن، والخشوع للقرآن، والإخبات إلى ذكر الله تعالى وطاعته والانقياد له.

حينئذٍ يكون نعمّا هو، وقد يسترسل القلب وينحرف إلى شهوة حرام، شهوة في الملبس، فيلبس ما حرم الله تعالى عليه، حريراً، أو إسبالاً، أو ثوباً مغصوباً، أو أَُبَّهة، أو ثوب شهرة، أو يأكل ما حرم الله تعالى عليه، أو يشرب ما حرم الله تعالى عليه، أو ينكح ما حرم الله تعالى عليه، أو يسترسل إلى طلب شهرة يركض وراءها ويعشقها حتى تكون الشهرة هي معبوده على الحقيقة، يتكلم من أجلها ليقال: هو فصيح، ويسكت من أجلها ليقال: صاحب صمت، وفكر، وزهد، وعبادة! أو رياسة يسعى إليها، ويشرأب لطلبها! فيبذل لطلبها الغالي والنفيس، ويرتكب في سبيلها ما حرمه الله ودعا إليه إبليس.

أو يكون معبوده المال، فمن أجله يحب ويباغض، ويقرب ويباعد، ويسهر الليالي الطوال، ويحب المال من حرام أو من حلال، فيحتاج القلب حينئذٍ إلى وعظ يوقفه عند حده، ويقمعه عن غيه، ليرعوي ويزدجر، فهذا هو العنصر الثاني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015