الحقوق في الإسلام موهوبة وفي غيره مطلوبة

الفرق الثالث: أن هذه الحقوق في الإسلام جاءت هبة من الله تعالى على غير ترقب من الإنسان، ودون أن يطلبها الإنسان أو يسعى في تحصيلها، وعرفها المسلمون منذ أن عرفوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فكان المسلم العادي البسيط الفلاح يجلس في المسجد وهو يستمع إلى الخليفة يخطب على المنبر، فلا يرى غضاضة أن يقف على قدميه ثم يرفع يده، ويقول له: الأمر ليس كما ذكرت، فيقول: لم رحمك الله؟ فيبين للحاكم الذي يحكم ربع الدنيا ما يراه هو دون أن يخاف من بطش أو تسلط أو ظلم أو عدوان أو مساءلة أو غير ذلك، فلقيها المسلم وأخذها ببساطته وبوضوحه.

أما في الغرب فإنهم لم يحصلوا على حقوقهم تلك، بل انتزعت انتزاعاً بالقوة، وقبل كل إعلان لحقوق الإنسان كان هناك ثورات ومعارك ودماء اضطروا بعدها إلى الإعلان عن حقوق الإنسان والإقرار بها، وآخر تلك الحروب الحرب العالمية الثانية التي تلاها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

أما في تاريخ الإسلام فلا يوجد محاكم تفتيش، ولا يوجد سجون تمتلئ وتغص بالنزلاء، ولا يوجد أجهزة استخبارات تعد على الناس أنفاسهم وتحصي عليهم حركاتهم وتحاسبهم على كل شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015