دور أعداء الإسلام

ومن جهة ثالثة: فإننا نجد أن كثيراً من أعداء الإسلام في الداخل والخارج، من شياطين الإنس والجن يبذلون جهوداً كبيرة لإخراج المرأة المسلمة من بيتها، بل من دينها، وأنوثتها، وعفافها، وحجابها، حتى تكون سلعة يقضون بها وطَرَهم في قارعة الطريق.

وليس بغريب أن تجدهم يحاولون أن يحشروا صورة المرأة في كل مكان، ليس فقط للإعلان -مثلاً- عن العطور، أو الملابس، بل حتى وهم يعلنون عن أي بضاعة، ولو كانت المعدات الثقيلة، فإنهم يحرصون على أن تبْرُز صورةُ المرأة، وهذا يثبت أن مقصودهم أن تكون المرأة ألعوبة بيد الرجل، وهم -بطبيعة الحال- لا يقولون هذا، بل هم يقولون: نريد أن نحرك نصف المجتمع، ونريد مجتمعاً يتنفس برئتين، ونريد أن نستفيد من هذا الكم المهمل، إلى غير ذلك من الوسائل، وهذا شيءٌ طبيعي.

فإننا نعتقد جميعاً: أن إبليس شخصياً لو أصدَرَ صحيفةً، أو كَتَبَ مقالاً، أو ألَّفَ مسرحيةً، أو أنشأ جامعةً فإنه لا يمكن أن يقول: إنني أنا الشيطان الرجيم، وأنا أدعوكم إلى نار جهنم، إنما سيقول: إن هذه وسائل أقصد من ورائها الإصلاح، والتثقيف، وطبقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، وغير ذلك من الوسائل والأساليب، ومِن قبْل قال إبليس للأبوين: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف:20] وقال: {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [طه:120] إذاً ورثته ينسجون على منواله، ويمشون على خطاه، فهم لا يعربون عن مقاصدهم الحقيقية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015