تنصير المزيد من المسلمين

إن الأمل عندهم يجب أن يستمر في محاولة كسب بعض المسلمين إلى النصرانية، وهم يقولون: إن الظروف اليوم أصبحت أكثر ملاءمة من ذي قبل، وكثرة المنصرين من صانعي الخيام لابد أن تثمر ثمرة إيجابية، وفي عام 1401هـ قالت مجلة أنباكت إن في المملكة حوالي خمسين ألفاً مجندين للدعاية المسيحية في البلاد التي هي العدو للمسيحية، وقد أقاموا بعض الكنائس لهم، كما نشرت مجلة كميرون تربيون نقلاً عن الموسوعة المسيحية العالمية، أنه سيبلغ عدد النصارى عام 2000م ملياراً، وقالت: يوجد في المملكة آلاف الشباب خاصة من الطلبة قد تنصروا سراً.

وأنا أعتقد أن في هذين التقريرين -خاصة التقرير الأخير- نوعاً من التهويل والمبالغة، ومحاولة إغراء النصارى بمزيد من الجهد، ولكن من الثابت عندي أن ثمة من المسلمين في هذه البلاد من تنصر، بسبب دراسته في المدارس الأجنبية أو بسبب علاقته ببعض العاملين الأجانب هنا، سواء في المجال العسكري أو في المجال المدني، حتى إني أعرف بعض الأسماء على سبيل التحديد، وبعض الذين تنصروا هم من الرافضة وبعضهم من أهل السنة.

ونحن الآن نتكلم عن خططهم في تنصير المسلمين، ففي جريدة الرياض 14/3/1402هـ نشرت مقالاً بعنوان: من هم المروجون للإنجيل، ويتضمن هذا المقال أن ثمة نصارى هنا يوزعون بطاقات ومنشورات في الداخل وعلى سيارات الطلبة في المدارس، وأنهم مستعدون لإرسال الإنجيل باللغة العربية إلى من يريد، وفي عكاظ -12/6/1403هـ- كتب عاتق البلادي يقول: لا يا أتباع المسيح، وأشار إلى أنه لا يخلو يوم من رسالة تدعوه إلى الانضمام إلى النوادي في أوروبا لإقامة الحفلات الساهرة، وأنه وصلته رسالة من بومباي تدعو مسلماً من مكة لنبذ الإسلام والدخول في النصرانية.

وقد بعثت إذاعة صوت الغفران رسالة إلى مواطن سعودي، وقالت له -بعدما دعته إلى النصرانية-: أما نسخة الإنجيل التي تطلبها، فسوف نبعث بها إليك من بلدك لضمان وصولها إليك، وفي جريدة الرياض أيضاً في 7/ جمادي الأول/1404هـ، ذكروا صورة من كتاب عنوانه: الإنجيل والإسلام، وهذا الكتاب يتكلم عن المسيحية في السعودية والخليج، ويقول: إن المسيحيين موجودون على رغم عدم السماح لهم، وإنما وجود المسيحية بفضل العاملين الأجانب الذين هم مبشرون في الحقيقة، ويمكن التأثير من قبلهم على سكان الدول الخليجية ونشر المسيحية بينهم، إن عدد المسيحيين هناك بازدياد، هذا ما يقوله الكتاب.

إذاً من المؤكد أن النصارى لم يلغوا الهدف الذي يسعون إليه في تنصير المسلمين، وإن لم يكن هذا الهدف هو الهدف الأساسي نظراً لكثرة العقبات التي تعترضه وضآلة النتائج.

وفي الواقع إن النصارى لم يفلحوا كثيراً في تحويل المسلمين -خاصة الواعين- إلى الديانة النصرانية، لماذا؟ لأنه ليس في النصرانية ما يغري أو يدعو إلى القبول بها أو اعتناقها، ففيها من الفساد والتناقص والتحريف ما يجعل أي إنسان عادي يكتشف هذه الأمور، ومن ثم لا يقبل بها ولا يؤمن بها، لكن يظل الهدف قائماً وهو إدخال المزيد من المسلمين إلى الديانة النصرانية، هذا هو المحور الأول.

وفيما يتعلق بالمحور الأول، لهم فيه أهداف كثيرة سبق أن ذكرتها في وسائل المنصرين يمكن مراجعتها، لكني أعطيكم نموذجاً وقع في يدي بالأمس، وهي قصة صغيرة نشرت علىنطاق واسع للكبار والصغار، وهي قصة مصورة، تصور حياة إنسان فاسد، وأنه مات ولقي الله، وكيف حوسب وعذب هناك، وتحاول هذه القصة أن تستخدم بعض الألفاظ الموجودة في الإنجيل، والتي قد أَلِفها المسلم وسمعها كثيراً، فمثلاً تتكلم عن عذاب القبر، وتتكلم عن نعيم الجنة، فتنقل كلاماً عن الإنجيل: ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان، فالمسلم تعود على سماع مثل هذه الكلمات، وتعود أن المجرم يعاقب، وأن المحسن يثاب وهكذا تدور القصة حول هذه الأمور، حتى تغري قارئها باعتناق النصرانية أو الإيمان بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015