Q إذا كان شعوري نحو الإسلام جيداً وشعوري نحو والدي كريهاً أفيدوني؟
صلى الله عليه وسلم شعورك نحو الإسلام جيد هذا أمر مطلوب، لكن لا شك أن بر الوالدين والإحسان إليهما هو من الإسلام ومن برهما أن يحبهما الإنسان من كل قلبه، فإن حق الوالدين هو من أعظم الحقوق، وقد قرن الله تعالى حقهما مع حقه فقال: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان:14] وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [الإسراء:23] وعلى الإنسان لكي يعرف حق الوالدين ويملأ قلبه بحبهما أن يتلطف مع والديه في المعاملة، ويعرف أنهما كبيران في السن، وربما يكونان من جيل آخر غير الجيل الذي هو منه، تفكيرهم غير تفكيره وتصوراتهم غير تصوراته، آراؤهم مختلفة، وأحياناً لغتهم قد تكون مختلفة في بعض الأمور.
فلا ينتظر الإنسان من والده أو من أمه أن تكون مثله في النظر والتفكير والتصور والتصرف وما أشبه ذلك، فلا يطلب من والديه إلا ما يناسبهما وما هو في طوقهما، ثم إن على الإنسان أن لا يُرادَّ والديه في الكلام والجدل والخصومة، بل أن يأخذ منهما ما أتى عفواً ويرد عليهما بالكلام الطيب مثل: جزاكم الله خيراً، عفا الله عنك، أحسن الله إليك، وفقك الله، وغفر الله لك، وما أشبه ذلك، ثم عليك بالكلام الطيب: صبحك الله بالخير ومساك الله بالخير.
كيف أصبحت كيف أمسيت مما يغرس الود في فؤاد كريم كما قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء:53] فلو أن الإنسان عود نفسه {والخير عادة} -كما جاء في الحديث- عود نفسك أنك تقول الكلام الطيب لوالديك، كلمة طيبة تنفعك في الدنيا والآخرة وتحسّن علاقتك بوالديك؛ بحيث أنه يعتاد لسان الإنسان أن لا يقول لوالديه إلا الخير، ولا يرفع صوته عليهما بحال من الأحوال.
وكذلك يحسن إليهما، يقبل رأس الوالد أو الوالدة، يقدم لهما من الطعام ما يستطيع، يخدمهما، ويحقق لهما ما يطلبانه، يكون رهن إشارة والديه، هذا جزء من الواجب الذي يمليه عليك دينك.