إذاً فالمقصود بالعلم هو: العلم الشرعي المنبثق من الوحي، (من الوحيين الكتاب والسنة) {ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه} يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود وأحمد وغيرهما بسند صحيح، (القرآن والسنة) فالعلم إما آية محكمة، أو حديث صحيح، أو إجماع قائم قال الشاعر: العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه وقال غيره: العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان يقول الإمام ابن رجب -رحمة الله تعالى عليه-: العلم النافع من هذه العلوم كلها -لأن العلوم اليوم كثيرة عند الناس فيحتار الإنسان- ماذا أتعلم؟ وبماذا أبدأ؟ نقول: عليك بعلم الكتاب وعلم السنة، يقول ابن رجب: العلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة، وفهم معانيها، والتقيد في ذلك بالمأثور.
كلام قصير يغني عن كثير، ضبط نصوص الكتاب والسنة، وفهم معانيها، والتقيد في ذلك بالمأثور، لا تأتِ لنا بمعنى لم تسبق إليه، لا تقل في مسألة ليس لك فيها إمام كما قال الإمام أحمد رحمه الله، وحين نقول: الكتاب والسنة فهما يشهد بعضهما البعض، والرسول صلى الله عليه وسلم كان شارحاً ومفسراً للقرآن بقوله وفعله، فأما بقوله؛ فإن السنة تبين القرآن، وتُفصِّل مجمله، وتوضح معانيه.
وأما بقوله: فقد سئلت عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقالت للسائل: {ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قالت: كان خلقه القرآن} فأفعاله صلى الله عليه وسلم كانت تفسيراً للقرآن، ولهذا وصفه بعضهم بأنه كان قرآناً يدب على وجه الأرض، وهذه الكلمة وإن كان فيها تسامح ومجاز إلا أنها تعبير دقيق وجيد عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله عليه الصلاة والسلام.