Q بِمَ توجه الشباب الذين يقضون الليالي في رمضان بالجلوس على الأرصفة؟
صلى الله عليه وسلم لا شك أن هذا الشهر فرصة ثمينة، وتحفة أسداها الله -عزَّ وجلَّ- بواسع فضله إلى عباده، والمحروم فيها من حرم، ومن لم يُغفرْ له في رمضان، فمتى يُغفرله؟! ومن لم يتُبْ في رمضان، فمتى يتُوب؟! ومن لم يُقْبِلْ على ربه في هذا الشهر الكريم، ويُقلع عن الذنوب، فمتى يُقلع عنها؟! إن مثل هذه التجمعات الطيبة لقراءة القرآن، وحضور صلاة التراويح، وسماع الذكر، إنها تؤثر في النفوس، حتى القلوب القاسية تلين لذلك.
فعلى هؤلاء الإخوة أن يقبلوا على الله -عزَّ وجلَّ-، وأن يحضروا مواسم الخيرات، لعل أن تعمهم دعوة رجل صالح، أو تشملهم رحمة يفيضها الله تعالى على قوم، فتقول الملائكة: "يا رب فيهم فلان ليس منهم، وإنما جاء لحاجة" فيقول الله عزَّ وجلَّ: "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" فيَغْفِر لك معهم، فحضور مجالس الذكر، وصلاة التراويح، والقيام، وغيرها مع المسلمين من أعظم الأسباب، وكذلك حفظ الصيام من كل ما يخدشه أو يعكر فيه، والحرص على تدارك الأوقات، ومَلْئِها بالذكر والتسبيح وقراءة القرآن، والإحسان إلى الخلق وغير ذلك، وكم هو محزن أن تضيع أيامنا وليالينا النفيسة في هذا الشهر في مثل جلسات طويلة على مشاهدة تلفاز أو غيره، أو أحاديث ضائعة، أو لعب كرة، أو ما أشبه ذلك، مما لا يفيد المسلم في دينه ولا في دنياه.