النية تبارك الأعمال

أيها الإخوة: إن النية والاحتساب هي التي يبارك الله تبارك وتعالى بها العمل ويزكيه وينميه؛ فيجعل بها القليل كثيراً، واليسير خطيراً، وما دخل أهل الجنة الجنة بكبير عمل عملوه، ولا بعظيم جهد بذلوه، أكثر من كونهم محتسبين مخلصين، فيما يأخذون وفيما يَدَعون، وكأن أحدهم يقول: إنما أريد ما أريد، أن أعمل ما أعمل احتساباً لوجه الله، وأترك ما أترك احتساباً لوجه الله.

إذاً: فصلاح النية، وحُسن القصد، وظهور الاحتساب عند العبد، هو من أعظم أسباب القرب، وأكبر الأشياء التي يتضرع بها العبد إلى دخول الجنة.

وهذا الاحتساب المطلوب ليس خاصاً في الصيام، بل هو عام في كل عمل، حتى الأعمال الدنيوية العادية البحتة إذا دخلها الاحتساب كان هذا سراً أو (إكسيراً) -كما يقولون- يضاف إليها فيحولها إلى قُرُبات وطاعات وأعمال صالحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015