الواجب الثاني: دورهم في مواصلة العلماء، فإن العالم له دور كبير في إزالة المنكرات، خاصة المنكرات الراسخة المتأصلة التي امتدت جذورها في الأرض وتعمقت وتأصلت، وأصبح من الصعب إزالتها، فهذه تحتاج إلى رجال ذوي قوة ومنعة ومكانة ليقوموا بتغييرها، ولا يكون ذلك إلا بأن يقوم الشباب بالالتفاف حول العلماء العاملين المتبعين للسنة، ومن الالتفاف حولهم: تبليغهم بالمنكرات التي تقع.
على الأقل اجعل من نفسك واسطة لإيصال ما يقع من المنكر إلى العلماء وتبليغهم به مع تزويدهم بالوثائق الكافية، أي: فلا يكفي أن تقول في مكان كذا منكر؛ لأن هذا قد لا يكون، قد تكون ظننت الأمر على غير ما هو عليه، لكن عليك أن تأتي بالأدلة الكافية على صدق ما تقول، وتجعل العالم يرى المنكر كما لو كان رآه بعينه فعلاً، حتى يستطيع أن يتكلم بقوة وجرأة، هذا من واجبنا، وقد سبق أن ذكرت نماذج في ذلك.
مثلاً: المراسلة أن تكتب الرسالة للعلماء أو الدعاة أو طلبة العلم لتزودهم ببعض ما ترى، أو تسمع من مقالات، أو كتابات أو قصائد أو منكرات أو أشياء مخالفة للشرع، حتى يستطيعوا أن يقاوموها بقدر ما يمكن، فتكون أنت على أقل تقدير رافداً يواصل العلماء بما يقع في الأمة؛ لأن العالم قد يكون مشغولاً بدرسه ومجلس علمه وارتباطاته الكثيرة عن معرفة مثل هذه التفاصيل الدقيقة، فكن أنت عين العالم على المجتمع، وأذن العالم التي تنصت لما يقال في المجتمع، ثم إذا واصلته حينئذ فقد قمت بدورك وبقي دوره.