من وسائل الأمر بالمعروف: المقاطعة

ومن طرق إنكار المنكر قضية: الامتناع عن المكان أو المؤسسة التي يوجد فيها المنكر، أرأيتم بيوت الحرام التي تتاجر بحرب الله تعالى وحرب رسوله صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:278-279] هذه البيوت من أين كبرت وشهقت وارتفعت؟! من جيبي وجيبك!! وهذه المجلة التي تتاجر بأعراض المسلمين ما هو الذي ضمن لها الاستمرار والدوام؟! وأنها أصبحت تتطور وتخرج في ورق صقيل وعدد كبير من الأوراق، وتنشر في كل مكان، إنها أموال المسلمين!! وهكذا كل مؤسسات الفساد والانحراف والرذيلة، لو أن المسلمين قاطعوها لانتهت من نفسها ووئدت في مهدها، لكن أنا الذي أجرتها، وأنت الذي توظفت فيها وعملت فيها، والثالث تعامل معها، والرابع دعمها، والخامس، والسادس… وهكذا؛ حتى صار المجتمع من حيث يشعر أو لا يشعر ينفخ روح القوة والحيوية في مثل هذه المؤسسات، ثم تجد أنهم يمتعضون منها، ويستاءون منها، ونقول كما يقول المثل العربي: يداك أوكتا وفوك نفخ، أي: أنت المسئول ونحن المسئولون عن مثل هذه الأشياء.

ولو أننا أخذنا على عواتقنا مقاطعة كل وسائل الهدم والفساد والانحراف لتغير المجتمع، أحد الشباب يقول: هناك طريقة، فأنت لا تكاد تدخل بقالة إلا وتجد فيها الدخان يباع، وهذه المجلات من كافة الأنواع والأصناف ومجلات الأزياء إلى غير ذلك، أنت تأتي وتشتري، وتقول له: يا أخي لماذا أنت تبيع هذه الأمور المحرمة؟ قال لك: والله يا أخي الزبائن لو لم أبعها فلن يأتوا إليَّ، تقول: وأنا لست من الزبائن، المتدينون ألا يشترون لبيوتهم ألا يدخلون البقالات؟! بلى، ما الذي يمنع أنني بعد أن أجمع بضائعي كلها بأربعمائة ريال أو خمسمائة ريال، أقول: سبحان الله! أنت تبيع الدخان وهذه مجلات سيئة هذا لا يصلح.

إذاً دع بضاعتك عندك، أنا لا يمكن أن اشتري من مكان عنده هذه الأشياء، ما الذي يحصل؟! يحصل أنه غداً إذا جاءه إنسان، وقال: أين الدخان؟ قال: الزبائن رفضوا إن يشتروا مني وعندي دخان، أو سأله عن المجلات الخليعة قال: الزبائن رفضوا.

إن المجتمع والحمد لله فيه خير كثير والطيبون أينما كانوا كثير، فينبغي أن يثبتوا وجودهم من خلال البعد، ومقاطعة الوسائل والأماكن التي يكون فيها معصية إلا بشرط زوال هذه المعصية، وبالمقابل الإقبال على المجالات الخيرية التي فيها نفع وفيها طاعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015