مثلاً: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوجب الوقوع في الشهوات والإغراق فيها، وهذا من شأنه أن يجعل الناس مرتبطين بالدنيا، أصحاب نفوس ضعيفة ليس عندهم جدية في الأمور.
هذا الشاب -مثلاً- الذي أصبحت حياته كلها عبارة عن أغنية أو صورة فاسدة أو مجلة أو فيلم أو مكالمة هاتفية لغرض سيئ، أو البحث عن الشهوة أو السفر في الحرام، المهم أصبحت حياته كلها -باختصار شديد- مكونة من شهوة.
هذا الشاب هل يستطيع أن يحصل على العلم النافع؟ وهل عنده جدية في تحصيل العلوم الدنيوية؟ وهل عنده استعداد أن يدافع عن نفسه فضلاً عن غيره؟ هل عنده استعداد أن يحمل السلاح؟ كلا وألف كلا، ولذلك عندما يذهب كثير من الشباب من بلاد شتى سواء بلاد كافرة -كما كان الحال في اليابان لما أرادت أن تأخذ التقنية الغربية فإنها بعثت شباباً- أو من بلاد مسلمة، فتجد الشاب المتدين جاد، وهذا الشاب الملتحي المستقيم تجده جاداً حتى في دراسته، في تحصيل العلم؛ لأنه ليس عنده وقت للأمور التافهة.
لكن هذا الشاب الذي غرق في الشهوة، ليس عنده قوة تدفعه إلى أن يحضر الدرس أو المحاضرة أو يستمع أو ينصت أو يجري تجربة أو يحصل على أي علم، وبذلك تتأخر الأمة وتنهار.
حتى إنه يقال: إن اليابان لما بعثت شبابها يتعلمون في بلاد الغرب، بعثت معهم من يراقبهم بدقة، وكانوا مجموعة، فلما رجعوا أخبروا بأن هؤلاء الشباب كلهم قد وقعوا في الفساد، وأن حياتهم تتراوح بين المواخير وبيوت الدعارة والبغاء والفساد وغير ذلك، قالوا: إنهم أعدموهم عن آخرهم حتى يكونوا عِبر لغيرهم، ثم بعثوا بعثة أخرى، وأرسلوا من يراقبهم، فكان يقدم تقارير متواصلة عن جدية هؤلاء الشباب، ومحافظتهم على كل شيء، حتى على التقاليد الوثنية التي تلقوها في بلادهم -في اليابان- حتى الكفرة الوثنيين عبدة الأوثان -عبدة بوذا أو غيره- يدركون أنه إذا كان الإنسان غارقاً في الشهوة؛ فإنه لا يجد وقتاً للأمور الجادة، ولا يحدث الغرق في الشهوات إلا إذا تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.