سد الثغرات بين أبناء الصحوة

أيها الأحبة: كل مسلم مسئول على الثغرة التي يقف عليها، كل بحسب طاقته وقدرته، وبحسب ما هيأ الله له من المواهب، وإن هذه الحرب الشعواء التي يشنها الغرب الكافر ومن يسير على نهجه من أصحاب المشروع الغربي في العالم الإسلامي، لدليل قاطع على أن الصحوة المباركة قد آتت ثمارها، وأن أهل الباطل يرفعون أسلحتهم الفتاكة ليحموا بها مذاهبهم الفاسدة التي شقيت بها البشرية زمناً طويلا.

وإن هذه الحرب لجديرة بأن نجد من دعاة الإسلام صفاً واحداً كأنه البنيان المرصوص لا مجال فيه للفرقة والعداوة بغير حق، وإني أنادي من أعماق قلبي من يحمل همَّ هذا الدين أن يكون ذا وعي، وألاّ يكون أداة في يد أعداء الصحوة شعر أم لم يشعر.

وإن التشكيك في مقاصد الدعاة والعلماء، والحكم على نياتهم ليس من منهج الإسلام في شيء، والفائز من عرف الطريق ولزمه، وكان عوناً على البر والتقوى، وحقق قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103] وحقق قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى} .

الفائز من كان له وعي قائم على عقيدة صافية، يسلم بها من أن يكون مثل المنافق الذي صور لنا الرسول صلى الله عليه وسلم صورته في الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما: {مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015