اختيار القرين الأصلح

Q نفسي تواقة إلى التوبة إلى الله عز وجل، وكنتُ تعرفتُ في بداية التزامي على شبابٍ يلتزمون بالإسلام، ويدعون إليه، لكن ألاحظ عليهم التساهل في أمور الدين، وإقبالهم على الحياة، ومع ذلك فإني صاحبتهم، وكلما أردت أن أتركهم وأتوجه إلى غيرهم، ممن أحسبهم -والله حسيبهم- أهل خيرٍ وتقوى، عذلني أصحابي، وقالوا: كلنا على خيرٍ وصلاح، فما رأيك؟ وللأسف نتيجة صحبتي لهم، تتردى حالي يوماً بعد يوم؟

صلى الله عليه وسلم الذي أنصح به الأخ، ألا يُقْصِر صحبته على هؤلاء القوم من أصحابه، فإنهم ماداموا فيهم خير وأهل خير، لا ينبغي تجنبهم والبعد عنهم، لكن لا ينبغي للإنسان أن يقصر نفسه عليهم، بل ينبغي أن يتجه إلى من ذكر ممن يعتقد أنهم أهل خير وصلاح، وأنهم أقرب إلى الله تعالى زلفى، ويستفيد مما عندهم، وينبغي أيضاً أن يدرك أنه مسئول عن نفسه، {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم:93-95] وقال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:7-10] فالعبد محاسب يوم القيامة وحده، ليس معه زملاء، ولا إخوان ولا أصدقاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015