Q يوجد بعض الذين يقولون: إنهم تابوا من فعل المعاصي، كالزنا وغيره، ثم بعد ذلك التقوا في مجلس من المجالس تذكروا تلك الأيام، وتذكروا من كانوا يعاشرون بالحرام، ويضحكون، ويوردون التفاصيل عن هذه الماضي، ثم لا يذكرون نعمة الله عليهم، بِأنْ منَّ عليهم بترك هذه الكبائر، أرجو الوقوف عند هذه المسألة؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: الواقع أن هناك قضية خطيرة أيها الإخوة، لا تقل خطورة عن المعصية ذاتها، وهي مسألة المجاهرة، والرسول عليه الصلاة والسلام، يقول في الحديث -الذي أشرتُ إليه فيما سبق-: {كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملاً بالليل، ثم يصبح وقد ستره الله عز وجل، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، وأصبح يكشف ستر الله عليه} والمجاهرة من أخطر ألوان المعاصي، المستتر يدل استتاره -غالباً-: على أنه يدرك أنها معصية، ويستحيي من إظهارها، وأما المجاهر: فهو يدل على وقاحته، وقلة دينه، وربما دل على عدم إيمانه بتحريم هذه المعصية، ولذلك حكم الرسول عليه الصلاة والسلام، بأن المجاهر غير معافى، فكيف يتصور أن إنساناً تاب من معصية، يفتخر بها!! حقيقة هذا الافتخار يدل على أن هذا الرجل مجاهر بالمعصية، فالواقع أن التائب يكره ذكرها، بل إذا مر ذِكرها في قلبه أسود وجه، وأظلمت الدنيا في عينيه، أما من يتبجح بالمجالس بأنه فعل كذا وفعل كذا، وفعل كذا، فهذا في توبته نظر، وكلامه في هذا المجلس هو في حد ذاته معصية عظيمة، يجب التوبة منها.