Q ما معنى قول: {إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم} ، وهل يدري الشيطان ما الذي في نية الإنسان وما في قلبه، مع أنه لا يعلم الغيب؟
صلى الله عليه وسلم وهذا السؤال قد يرد وأمثاله كثير، لكنه من الأسئلة، التي لا طائل تحتها، ولا جدوى من ورائها، فإننا جميعاً نحس بوسوسة الشيطان، ونلمسها في واقعنا، وفي قلوبنا، وفي كونه يحاول أن يثنينا عن أعمالنا الصالحة، ولذلك تجد الواحد منا إذا وقف يصلي، فأطال الإمام في الصلاة، فقرأ -مثلاً- في صلاة المغرب -ولا أقول أطال إطالة غير مشروعة، لكن أطال عن غير المعتاد- فقرأ في صلاة المغرب، والسماء والطارق، والشمس وضحاها، خرج كل واحد منا، وهو يقول هذا الإمام هداه الله، يبدو أنه أخطأ وظن أننا في قيام رمضان، استثقلنا واستطلنا خمس دقائق بين يدي الله عز وجل، لكن حين يخرج الواحد منا من باب المسجد، يقف مع صديقه يتحدث معه في أحاديث طويلة وعريضة، وقصص وذكريات، وأمور دنيوية، فربما تمر عليهم ساعة أو ساعتان، فإذا نظر الإنسان إلى الساعة، فقال: -سبحان الله! - منذُ ساعة ونصف ونحن هنا، فقد مضى عليهم الوقت وهم لا يشعرون! فهذا من أعظم الأدلة على شدة وسوسة الشيطان للإنسان، تخلى عنك حين كنت خارج المسجد، لكن عند أن كنت واقفاً في الصف وسوس إليك، كيف يوسوس؟ هل هو ينفث في قلبك، حتى تصل الوسوسة، أم غير ذلك؟ هذا كله علمه عند الله عز وجل، وعليك أن لا تشتغل بذلك، لكن تشتغل بدفع هذه الوسوسة، بقدر ما تستطيع.