هناك علامة خاصة بالنسبة لكل إنسان، وهي: (الغرغرة) فإن العبد إذا غرغرت روحه وبلغت الحلقوم، فحينئذٍ لا تُقبل توبته، ولذلك يقول الله عز وجل: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [النساء:17-18] .
وفي الحديث -أيضاً- عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: {إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر} فحينئذٍ إذا غرغرت الروح، وعاين الإنسان الملائكة، لا تنفعه التوبة (الذين يعملون السوء بجهالة) .
كل من وقع في المعصية، فهو جاهل لحق الله تعالى وقدره، وكل من تاب قبل أن تُغرغر فقد تاب من قريب، ثم يتوبون من قريب، وإن كان في الآية دلالة على أن الإنسان ينبغي أن لا يتهالك في المعصية، ولا يتوغل فيها، ولا يؤخر التوبة، فربما يريد أن يتوب فتقبض روحه على غير توبة.