نصيحة للمشغولين بالخلاف

Q هناك مسائل فرعية -كما ذكرت- أو خلاف بين العلماء، لكن بعض الإخوة يفرض عليها اتباعها، وأيضاً يكثر -أحياناً- الحديث هل هذا حديث ضعيف وهل هذا صحيح، وينكر على البعض؛ خاصة لمن ليس لديه القدرة على التمييز بأن هذا حديث صحيح أم ضعيف ما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟

صلى الله عليه وسلم المشكلة ليست فيما يطرحه الإنسان، ولكن المشكلة في الطريقة التي يطرح بها ما لديه، على سبيل المثال: مسألة السنة، يمكن أي إنسان أن يتحدث عن أية سنة؛ لكن ما هي الطريقة التي يتحدث بها عن هذه السنة؟ هنا تأتي المشكلة، فحين يتحدث عنها تأتي مناسبة لها، ويتحدث بأسلوب هادئ، ويذكر أدلتها، ويذكر أقوال أهل العلم، ولا يتحمس ويفرط لهذه السنة حتى كأنها واجب يلام من خالفه أو حتى أنكره إذا كانت المسألة فيها خلاف، لا أحد ينحرف من ذلك، لكن حين يطرح الإنسان قضية السنة بطريقة شديدة، ويرد على مخالفيها ويتحمس لها وربما صارت هي همّه الأكبر، وهي التي تملأ مجلسه، هنا يشعر الناس أنه حوَّل السنة إلى واجب، بل من الناس من يحول السنة -فعلاً- إلى واجب، فهذا لا يصلح.

مثال آخر: قضية الخلاف الذي يقع أحياناً، الخلاف ليس مشكلة؛ لكن يمكن أن أختلف أنا وإياك في سنة من السنن وتقول أنت بها، وأقول أنا: والله ما ثبت أنها سنة، ويبقى الأمر هيناً ولا إشكال، الصحابة اختلفوا في هذا، وهنا تأتي المصيبة حين يتحول الخلاف بيني وبينك إلى مشادة ومشاحنة ومواقف هنا تأتي الخطورة، أو تردّ علي حتى كأنني مرتكب كبيرة أو واقع في غلط عظيم هنا أيضاً تأتي المشكلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015