الوصية الأولى

أما عمر -رضي الله عنه وأرضاه، فقد روى مالك عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه وسنده صحيح أنه قال: [[لما طعن عمر رضي الله عنه: أتيت أوقظه لصلاة الفجر، فقلت له: يا أمير المؤمنين، الصلاة الصلاة، قال: فاستيقظ، وهو يقول: نعم، أما إنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

قال: فصلى عمر، وجرحه يثعب دماً]] .

طعن رضي الله عنه وأرضاه، سقط في المحراب، فحمل إلى بيته، ومات بعد وقت يسير، ومع ذلك لما أرادوا أن يعرفوا هل عمر في حالة غيبوبة، أم إنه في حالة صحو قالوا: لا نجد أمراً يلفت نظر عمر مثل الصلاة.

فقالوا له: الصلاة، الصلاة، يا أمير المؤمنين.

فلما سمع كلمة الصلاة ارتجف وارتعد، وقال: نعم، أما إنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

كم هو مؤسف أن تجد من أصحاء المسلمين، وأقويائهم، وشبابهم الذين أنعم الله تعالى عليهم بالمال الوفير الكثير، والصحة، والعافية، والشباب، والقوة، والأمن، وجيران المسجد، يسمعون المؤذن ينادي: حي على الصلاة، حي على الفلاح؛ فلا يجيبونه، ومنهم من لا يجيبه في صلاة الفجر خاصة، وقد قال أنس وغيره: [[كنا إذا فقدنا رجلاً في صلاة الفجر أسأنا به الظن]] .

أما المؤمنون الذين يعرفون حق الله عز وجل، فإن الواحد منهم، وهو طعين، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، يقول: نعم، لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

ثم يصلي وبطنه تسيل دماً، جرحه يثعب، وهو يموت بعد وقت يسير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015