الحسن بن علي رضي الله عنه يذكر عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة -انظروا يا أحبتي- والله أمور ينقضي منها العجب! أعجب من العجب! قال لها: [[يا عائشة، انظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها، والجفنة التي كنا نصطبح فيها -الإناء الذي كانوا يضعون فيه صبوحهم أو غبوقهم- والقطيفة التي كنا نلبسها فادفعيها إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أو ادفعيها إلى الخليفة من بعدي، فإنا كنا ننتفع بها حين كنا نلي أمر المسلمين، أما الآن، فليست منا، ولسنا منها في شيء]] .
يا سلام! يا سلام! على أبي بكر رضي الله عنه ليس عنده شيء! خليفة، أمير المؤمنين -يقول لـ عائشة: القطيفة التي نلبسها هذه ادفعيها للخليفة من بعدي، والإناء الذي نشرب فيه ادفعيه، والناقة التي نشرب لبنها ادفعيها للخليفة من بعدي، هذه أمور كنا نستعملها يوم كنا نلي أمر المسلمين، أما الآن ادفعيها إلى الخليفة، فلما مات رضي الله عنه دفعتها إلى عمر، فلما رآها عمر قعد في مكانه يبكي ويصيح، ويقول: [[رحمك الله يا أبا بكر، رحمك الله يا أبا بكر، لقد أتعبت من جاء بعدك.
من يصنع مثل صنيعك؟!]] هذا العمل الجليل الجبار، وهذه القصة رواها الطبراني، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.