الوصية الثالثة

الوصية الثالثة لـ أبي بكر: كان يوصي عمر من بعده رضي الله عنه، قال: [[إني موصيك بوصية إن قبلتها مني يا عمر، إن لله حقاً بالنهار، لا يقبله بالليل، وإن لله تعالى حقا ًبالليل لا يقبله بالنهار، وإن الله تعالى لا يقبل نافلة، حتى تؤدى فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة؛ بإيثارهم الحق في الدنيا، ولو ثقل ذلك عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا حق أن يثقل، وإنما خفت موازين من خفت موازينهم في الآخرة باتباعهم الباطل في الدنيا، وحُقّ لميزان لا يوضع فيه إلا باطل أن يطيش، وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة، فذكرهم بصالح أعمالهم، لئلا يقول إنسان: أنا خير منهم.

قال رضي الله عنه: فإن اتبعت أو حفظت وصيتي هذه، فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت، ولابد لك منه، وإن ضيعتها فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت، ولن تعجزه، ولن تفوته]] أنت ميت بكل حال، رغبت أو لم ترغب، الموت لا يأخذ إذناً أو موافقة من الإنسان، قد يأتي الموت لإنسان ليس لوالديه غيره، ليس بالضرورة أن يراعي ظروف البيت أو ظروف الأهل، أو ظروف الجيران، هذه حكمة الله تعالى، قدره النافذ، وقضاؤه الذي يمضي على الكبير والصغير، وعلى الغني والفقير، وعلى المأمور، والأمير، وعلى الناس كلهم سواءً بسواء، هذا سر الله تعالى في خلقه {َوجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19] .

في وصايا أبي بكر رضي الله عنه أمور: منها توقيت العبادات، لله حق بالليل لا يقبله بالنهار، وحق بالنهار لا يقبله بالليل، أمور كثيرة، منها الصيام، منها الصلاة، منها حقوق الخلق، حقوق الناس.

وفي وصيته رضي الله عنه إتباع الحق وإيثاره، وإن كان ثقل ذلك على الإنسان، وترك الباطل وإن كان خفيفاً عليك، فإن الله تعالى أمرنا بالحق، ونهانا عن الباطل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015