الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم

الوصية الثالثة: ما رواه الإمام أحمد والنسائي عن أنس رضي الله عنه، أنه قال: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: {الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم} .

كانت هذه وصيته صلى الله عليه وسلم ويكثر من قولها، وتكرارها، وترديدها، {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم} يحرضهم على الصلاة، ويحضهم عليها، ويبين لهم عظيم شأنها، فكانت من آخر ما فاض بها لسانه عليه الصلاة والسلام، حتى إن ابن حبان وغيره زاد -كما في صحيحه- أنه قال: {وكان يغرغر بها، وما يكاد يفيض بها لسانه} يعني: هذه آخر كلمة قالها صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بوصاياه، وقد ثقل لسانه، وأصبح نَفَسه لا يكاد يخرج، ولا يكاد يستطيع أن يتكلم بهذه الكلمة، ولسانه لا يكاد أن يقولها، فكان يقول: {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم} احرصوا على الصلاة، بكروا إلى الصلاة، التزموا بالصلاة، مروا بالصلاة، تعلموا الصلاة حثاً، وتحضيضاً على الصلاة، وما يتعلق بها.

وما ملكت أيمانكم، يعني: اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، من العبيد والأرقاء، أحسنوا ملكتهم، وأحسنوا إليهم، ولا تظلموهم، ولا تحملوهم مالا يطيقون.

وهذا من عظيم رحمته صلى الله عليه وسلم، وشفقته، وحرصه على حقوق العباد، وأن يقوم الإنسان بحقوق الناس، ولا يقصر في شيء منها؛ والحديث صحيح وله شواهد عديدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015