حسن الظن بالله

الوصية الرابعة من وصاياه صلى الله عليه وسلم: ما رواه مسلم عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بثلاث يقول: {لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله} فكان صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يحسنوا الظن بربهم، وذلك لأن الله تعالى يقول: {أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني} وفي حديث: {أنا عند حسن ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء} .

فينبغي للعبد أن يحسن الظن بالله جل وعلا، وحسن الظن من حسن العمل، فإن العبد إذا أحسن العمل رزقه الله تعالى حسن الظن، وإذا أساء العمل ساء ظنه: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم وعادى محبيه لقول عداته وأصبح في ليلٍ من الشك مظلم في صحيح مسلم، عن عائشة رضي الله عنها وأبي هريرة وغيرهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالوا: يا رسول الله: أكراهية الموت؟ فكلنا يكره الموت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد المؤمن إذا حُضِِر بُشِّرَ برحمة من الله عز وجل ففرح، وأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حُضِِر بُشِّرَ بسخط من الله وعذاب؛ فكره لقاء الله، وكره الله لقاءه} .

إذاً: من أحسن العمل، أحسن الظن، ومن أساء العمل، أساء الظن، فلا يموتن أحدكم الا وهو يحسن الظن بالله.

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم ربي دعوتُ كما أمرت تضرعا فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015