تعليق على زيارة البابا يوحنا للسودان

Q ما تعليقكم على زيارة البابا يوحنا للسودان؟

صلى الله عليه وسلم زيارة البابا يوحنا للسودان هي مصيبة عظمى، ولا شك، وقد قرأت هذا اليوم في جريدة الحياة بعض التصريحات لبعض المسئولين في حكومة السودان، فأزعجتني وآذتني، وأقول: نعم نحن نعرف لماذا جاء البابا إلى السودان، لقد فرض البابا زيارته على السودان فرضاً؛ بل والعالم الغربي النصراني كله يرمي السودان عن قوس واحدة، ويتهمهم بأنهم أخلوا بحقوق الإنسان النصراني في الجنوب، وأنهم يحاربون النصارى حرباً دينية، وأن الحكومة الموجودة في السودان حكومة أصولية إسلامية، ولا بد من القضاء عليها، نعم الغرب يتواطأ على ذلك؛ بل المبكي والمحزن أن الدول العربية تؤيد الغرب على ذلك وتدعمه وتناصره في الحصار الاقتصادي والإعلامي، وإيواء من يسمونهم بالمعارضة، وهم من الشيوعيين والمنافقين في الغالب، فيلجئون إلى بعض البلاد، ويصدرون البيانات في النهار، أما في الليل، فهم يسهرون في الخمور والقمار وغير ذلك من المعاصي، كما نعلم ويعلم غيرنا هذا هو حال من يسمونهم بالمعارضة السودانية في معظم البلاد، الغرب يريد إفقار حكومة السودان، ولذلك جاء البابا في تلك الزيارة وتكلم، والتقى اليوم بالقساوسة، ومن يسمونهم برجال الدين النصارى في أحد الكاندرائيات الموجودة في الخرطوم، وتكلم البارحة بكلام معلوم.

ولكنني أقول: هذا كله يفسر الزيارة، ولكنه لا يبررها، ولا يسوغها، فنحن نقول للإخوة في حكومة السودان: إن المسلمين مهما كانت الأسباب لا يرضون منكم أبداً باستقبال هذه الطاغية الفاجر الفاسق، ولا بإحسان الظن به، ولا بالحديث معه، ولا بالجلوس إليه، وفوق ذلك كله لا يقبلون من بعض مسئوليكم أن يدلوا بتلك التصريحات التي نشرت اليوم في جريدة الحياة، الذي يقول فيها ذلك المسئول: إننا نريد أن نعلم العالم أننا مع النصارى في خندق واحد، وهو خندق المؤمنين، كلا، نحن في خندق، وهم في خندق آخر، نحن فقط في خندق المؤمنين، وهم في الخندق الذي ذكر الله بقوله: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:1] إلى أن قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:6] ، فهم كفار بنص كلام الله سبحانه وتعالى، ونص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز للمسلم أن يحاورهم إلا على سبيل دعوتهم إلى الله تعالى، وإقامة الحجة عليهم، وإزالة الشكوك والشبهات الموجودة في قلوبهم، نعم، نحن نقدر بعض الظروف التي يعيشها السودان.

ولكننا نعتقد أن هذه الظروف لا تسمح أبداً بمثل هذا الكلام، وكان يمكن أن تعالج المسألة بغير هذا الأسلوب، وبغير هذه الطريقة، فهذا خطأ كبير وقع، وكوننا وقفنا مع السودان فيما مضى، وسنقف معه في المستقبل متى ما أصيب، لا يعني أبداً أننا نسكت عن الخطأ، وإنما نقول للخطأ خطأ، ويجب أن يرد على من وقع منه كائناً من كان، وأقولها لكم صريحة: ونحن لا تربطنا بالسودان، ولا بغير السودان، ولا بالقريب، ولا بالبعيد، ولا بالجماعات الإسلامية، ولا بالدعاة، والله الذي لا إله غيره لا تربطنا إلا رابطة واحدة وهي أن من رأيناه قال حقاً، قلنا له: أصبت، ومن رأيناه أخطأ، قلنا له: أخطأ بحسب اجتهادنا.

وفي الختام: ولعلنا أطلنا عليكم والأسئلة كثيرة وأود أن نجيب على بعضها لكن الوقت لا يسعف، فأختم هذا المجلس بهذه الدعوات التي أسأل الله تعالى أن لا يحجب عنها أبواب السماء.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم انصر جندك الموحدين فوق كل أرض وتحت كل سماء، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق يا أرحم الراحمين، اللهم اجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، اللهم واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين، اللهم ويسرنا لليسرى، وجنبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم اهدنا واهد لنا واهد بنا يا رب العالمين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم إنا نسألك أن توفق جميع الحكام للعمل بشريعتك والعمل بكتابك وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم وفقهم لإعزاز الحق والعمل به والدعوة إليه، اللهم اجعل كتابك وسنة نبيك هما الحاكمان في كل بلاد الإسلام، اللهم وفق المسلمين للحكم بكتابك وسنة نبيك يا حي يا قيوم، اللهم أصلح ولاة المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح الولاة في هذه البلاد، اللهم واجعلهم هداة مهتدين، اللهم وفقهم للعمل بالكتاب والسنة، اللهم وفقهم لتحكيم الشريعة، اللهم وفقهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يا رب العالمين، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق، اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم انصر المسلمين في فلسطين، اللهم أعد المبعدين إلى ديارهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم انصر المسلمين في بلاد الشام يا رب العالمين، اللهم انصر المسلمين في العراق، اللهم انصر المسلمين في أفغانستان، اللهم اجمع كلمتهم، اللهم وحد صفهم، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تطفئ الفتنة الثائرة بينهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا؛ يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام أن تطفئ الفتنة الثائرة بينهم، إنك على كل شيء قدير، اللهم وحدهم على الحق، اللهم وفقهم لتحكيم كتابك وسنة نبيك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك أن تنصر المسلمين في أرض البوسنة والهرسك يا حي يا قيوم، اللهم انصرهم يا خير الناصرين، اللهم احفظ أعراض المسلمات، فإنا سمعنا أن عدد المسلمات المغتصبات يزيد على مائة وعشرين ألف مسلمة، وسمعنا أيضاً من الثقات أن ستين ألف مسلمة قد حملن من هذا الاغتصاب، وأن الصرب يرهنونهن حتى تتجاوز مدة الحمل ستة أشهر ليأمنوا أن لا تجهض المسلمة، ويطمئنوا أنها سوف تلد ولداً من سفاح لا من نكاح، فياذ الجلال والإكرام اجعلهم بعين رعايتك وحفظك وعطفك ولطفك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انتصر لهم، اللهم عليك بالصرب الظالمين، اللهم عاجلهم بالعقوبة يا حي يا قيوم، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم عجل بهلاكهم، اللهم أحصهم عدداً، اللهم اقتلهم بدداً، اللهم لا تبق على الأرض منهم أحداً أبداً يا رب العالمين، اللهم عليك بالكروات، اللهم عليك بأعداء الإسلام الشيوعيين في جمهوريات المسلمين يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك للمسلمين في كل أرض وتحت كل سماء، أن تكون لهم بكل خير أسرع، اللهم انصرهم في بلاد المغرب، اللهم انصرهم في بلاد الجزائر، اللهم انصرهم في تونس، اللهم انصرهم في المغرب، اللهم انصرهم في موريتانيا، اللهم انصرهم يا خير الناصرين، اللهم إن العالم كله قد تبرأ منهم ونفض يده عنهم لا شرقاً ولا غرباً حتى المسلمون تنكروا لهم بل ربما صافحوا عدوهم وربما ناصروا عدوهم؛ فياذا الجلال والإكرام ويا من بيده مفاتيح كل شيء ويا من يقول للشيء كن فيكون، إنا نسألك بكل أسمائك الحسنى وكل صفاتك العليا يا ذا الجلال والإكرام أن تنصر إخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم أَفْرِح قلوبنا بنصر الإسلام، اللهم عجل بالنصر للمسلمين، اللهم يا رب من دعا إلى دينك مخلصاً صادقاً من قلبه لا رياء ولا سمعة فانصره وأيده يا ذا الجلال والإكرام، وأعلِ شأنه وارفع كلمته ووفقه وأصغِ له الأسماع، وهيئ له القلوب، وانصره نصراً مؤزراً يا ذا الجلال والإكرام، اللهم يا رب ومن دعا يقصد غير ذلك يقصد الرياء والسمعة أو الدنيا أو يقصد العاجل، فإنا نسألك باسمك الأعظم يا ذا الجلال والإكرام، أن تهدي قلبه وتصلح نيته وتوفقه لكل خير وتتوب عليه إنك أنت التواب الرحيم، اللهم يا رب: ومن سبق في علمك من هؤلاء أنه لا يهتدي، فاللهم يا رب إنا نسألك أن تجعل كيده إلى بوار، وأمره إلى خسار، وأن تدير عليه دائرة السوء، وأن تكشف أمره للمسلمين، وأن تفضحه ولو في عقر داره يا ذا الجلال والإكرام، اللهم تب علينا، اللهم لا تفضحنا، اللهم استرنا، اللهم اغفر لنا، اللهم وفقنا، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015