ومن تحميل المسئولية الآخرين: التلاوم، والتلاوم مبناه سوء الظن بالناس، فأنت تسيء الظن بالناس فتلومهم، فالقائد مثلاً يلوم المقود ويقول: ولو أن قومي أنطقتني رماحهم نطقت ولكن الرماح أجرت وكما يقول بعضهم -هذا مثل عام- يقول الناس حزمة سلوخ، يعني لو شددتها بالحبل تشتت وتفرقت، إذن لا أهتم بالناس ولا أكترث بهم، أيضاً وقد يقول القائد كما قال الأول: أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر أما جمهور الناس المقودين فيقول قائلهم: تاه الدليل فلا تعجب إذا تاهوا أو ضيع الركب أشباح وأشباه تاه الدليل فلا تعجب إذا انحرفوا عن الصراط للات الشرك عزاه تاه الدليل فلا تعجب إذا تركوا قصد السبيل وحادوا عن سجاياه فهذا يلوم هذا، وهذا يلوم هذا، والواقع أنه في غياب القائد يجب أن نكون كلنا قواداً، وفي معركة مؤتة لما قتل القواد الذين حددهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكاد المسلمون أن يقتلوا قام رجل محتسب ثابت بن أقرم العجلاني وحمل الراية، وقال: أيها المسلمون إلي إلي!! فهي مبادرة شجاعة حتى تجمع الناس، وقال: اختاروا من بينكم، قالوا: أنت، قال: لا لست أنا لها بأهل، فاختاروا خالداً فسلمه الراية.
تجد أن البعض يقول: الناس ليس عندهم اليوم استعداد للتضحية، والناس لا يفعلون شيئاً، والناس لا يقدرون الجهود، يا أخي الآن الكفار يفعلون الكثير! والكفار يقدرون الجهود! والكفار مستعدون أن يضحوا من أجل دينهم الباطل كما رأيت الصرب الآن! وكما رأيت من قبل الروس كيف قاوموا الانقلاب الشيوعي الفاسد، وكما رأيت أمم الكفر! قامت وواجهت القوة بأجساد عارية، وبسواعد لا تملك شيئاً، ومع ذلك حققوا انتصاراً، فهل تظن أن المسلمين -وهم حسب الإحصائيات الرسمية ألف مليون- عاجزون عن أن يدافعوا عن دينهم؟! بلى والله إنهم لقادرون! لكن لو أفلح الدعاة في تحريك مشاعرهم ومخاطبتهم ودعوتهم إلى الميدان، وإقناعهم بضرورة المشاركة بكل صورها وألوانها.