قوة الروابط بين الأعداء في هذا العصر

فالملاحظة الأولى: هي الرابطة الوثيقة التي يتناصر بها أعداء الرسل، يقول الله تبارك وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام:112] كل هؤلاء مصنفون في عداد أعداء الأنبياء، ثم قال تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} [الأنعام:112] ويقول الله جل وعلا: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} [التوبة:67] ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض} [المائدة:51] .

اتحاد أهل الكفر في مواجهة الإسلام: فأعداء الرسل أعداء الإسلام يتناصرون بمقتضى بالعداوة، وقد يكونون بينهم من البور والخلاف الشيء الكثير، لكنهم حين يواجهون الإسلام يكونون صفاً واحداً، فليس من الضروري أن تكون ولايتهم مطلقة، بل ولاية بعضهم لبعض قد تكون مطلقة وقد تكون أمام الإسلام فقط، فمثلاً اليهود والنصارى بينهم عبر التاريخ خصومات طويلة، ومجازر رهيبة، وخاصة اليهود طالما تسلطوا على النصارى وآذوهم، وسفكوا دماءهم وأحرقوهم بالنيران، والعكس كذلك؛ ومع ذلك الله عز وجل يقول: بعضهم أولياء بعض، أي: في حرب الإسلام ومواجهته يقول القائل: وليس غريباً ما نرى من تصارعٍٍٍ هو البغي لكن للأسامي تجددا وأصبح أحزاباً تناحرُ بينها وتبدو بوجه الدين صفاً موحدا فحين يكون العدو والخصم هو الإسلام ينسون خصوماتهم الداخلية والفرعية ويوحدون الوجهة ضد الإسلام وأهله فهذا أمر ملحوظ في ولاية أعداء الرسل بعضهم لبعض، وهذه الولاية توجب على حملة الإسلام أنه لا بد أن يكون بعضهم لبعض أولياء أيضا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015