وقبل أن أترك المجال أحب أن أشرك الإخوة معي في هذه القصيدة التي قالها الدكتور عبد الله بن حامد الحامد، بعد سجنه؛ لأنها تعبر عن جانب من المعنى الذي أريده، عنوانها: (منعوا الكلام) منعوا الكتابة والكلام فاصمت وقل للصمت عاش إن اللسان إذا سعى في النار يشوى كالفراش فاجعل لسانك أرنباً متدثراً جوف الخياش فالرأي صار رذيلة تخفى وتلقى في القشاش إن الكلام جريمة ياويل مرتكب النقاش فإذا تنفس شاعر كالقدر فوق النار جاش وإذا تجرأ عالم أو كاتب قطعوا المعاش ورموه في سجن البلا وكأنه بعض الخشاش ما بين إبرة عقرب أو حية ذات انتهاش لبس القيود أساوراً وخلاخلاً يا للرياش من دون حكم محاكمٍ هل ينتف الطير المراش لو أن محكمة جرت علناً قضت ألا يناش السجن للعلماء أم للمجرمين به افتراش الموت حل بأمتي كبِّر وقل للموت عاش من سوف يوقظ أمة تبني على الريح العشاش؟ قد خدرت إحساسها تدهى فلا تبدي اندهاش ضاعت إذا علماؤها ملئوا الزنازن كالكباش أفلا كلامٌ ثاقبٌ لمثقفٍ لله خاش ليس المعافى أطرشاً خبز العلوم له معاش أو منكراً في قلبه قد كح في جيب القماش بلسانه أقفاله شدت وبعينه والأذن شاش إن المعافى سالمٌ في يوم غاشيةٍ وغاش فالعلم ليس سلالماً للرزق أو لبس الرياش فالعلم ليس كُتيّباً يزهو بمتن أو حواش العلم تضحية إذا شغل المداهن بالمعاش من يبغ نصحاً للورى بسط على الحسك الفراش يا من يروم نمونا لسنا قطيعاً من مواش تنموا بنفط إن جرى أو من حبوب في خياش إن الهواء نمونا برئاتنا منه انتعاش بصحافة وخطابة تجلو الطريق لكل ماش فاسكب لنا حرية إنا إلى الشورى عطاش من يعطها فهو الذي للدين والأمجاد حاش ما نال قوم عزةً والرأي فيهم ذو ارتعاش قولوا لمن قطع المعاش الله قد رزق الخشاش إن الحياة مبادئ ما عاش من عبد المعاش قولوا لمن قطع المعاش احذر خديعة كل واش قد رام كل مثقفٍ هدباً بأطراف القماش قد ظن كل نصيحةٍ غشاً به ذو الحقد جاش إن الكلام جهادنا والرأي للشوك انتقاش وكلامنا رأي بدا لا بالشقاق ولا الهراش فإذا بدا لك صائباً فاكسبه فهو لكم رياش وإذا بدا لك مخطئاً عالجه في مشفى النقاش فالرأي يَعْنُفُ في الدجى والنور للعنف انكماش عذراً إذا صف الهوى قد لامس الجرح المُعاش أنا لن أقول قصيدة أرجو بها وصل المعاش لكن أروم نصيحةً للطيبين بها انتعاش