نعم.
نحن ندري أن الإصلاح يحول دون شهوات الكثيرين من الناس، وأن طريق الإصلاح ليس مفروشاً بالورود والرياحين، بل هو طريق مفروش بالأشواك والمتاعب؛ لكن لماذا تلومون قوماً اختاروا هذا الطريق ورأوا أن يسلكوه، وسألوا الله تعالى أن يثبتهم عليه حتى النهاية، وهم يحرصون على الاعتدال قدر المستطاع، ومراعاة الحكمة والقول الحسن بقدر ما يملكون، ولا يعصمون أنفسهم، ولا يبرئون أنفسهم من أن يكونوا كغيرهم عرضة للاجتهاد الذي يخطئ ويصيب في قول أو فعل، ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا، بل حتى العدو إذا أهدى عيباً فيجب أن نفرح به وكما قيل: عداتي لهم فضل عليّ ومنة فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا هم بحثوا عن سوءتي فاجتنبتها وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا وأقول: إن مهمة الإصلاح ليست وقفاً على الدعاة الشرعيين! بل يجب أن يكون الإصلاح شأننا جميعاً: أساتذة الجامعات المختصون سواءً أكانوا اقتصاديين، أم تربويين، أم في مجال الفيزياء، أم في مجال الكيمياء، أم في مجال الطب، أم في مجال الهندسة، أم في مجال التصنيع، أم في أي جانب من جوانب الحياة، إعلاميين أو تعليميين أو معلمين أو غير ذلك، يجب أن ندري أن الإصلاح مهمة الجميع ومسئولية الجميع، ومجالات الحياة المتنوعة وميدانها الفسيح يتطلب كوادر ضخمة من أبناء الأمة المخلصين، الذين يملكون التصور السليم لسبل الإصلاح، ويملكون العزيمة والإرادة القوية لتنفيذ هذا التصور بقدر المستطاع وبقدر ما تسمح به الظروف.
أيها الإخوة: ليس عندنا سر ولا أمر خفي، بل كل ما لدينا قلناه في الأشرطة وتحدثنا فيه على الملأ علانية، وهذا هو سبب ما قد نجده ونلقاه من مضايقات؛ لأننا قلنا ما نعتقد.
نعم.
حاولنا أن نتلطف في الأسلوب، ونهذب العبارة، ولا نهجم على الموضوع بشكل مباشر وفق اجتهادنا الخاص؛ لكننا قلنا كثيراً مما نحب أن نقول، ومما نعتقد أنه يجب أن يقال، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.