وجود حق وباطل في أمر لا يعني الوسطية

مسألة الحياد في أمر الحق والباطل غير وارده، وحين يقول إنسان: أنا محايد بين الحق وبين الباطل، فإنه يصنف في دين الله وشرعه في قائمة أهل الباطل؛ ولذلك يقول الله جل وعلا: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُون} [يونس:32] فليس هناك إمكانية الحياد في مسألة الحق والباطل، والهدى والضلال، والخطأ والصواب، وهذا لا يمنع -بطبيعة الحال- أن يوجد أمور يكون فيها حق وباطل وخطأ وصواب؛ لكن لا يعني هذا أن الخطأ صار صواباً أو أن الصواب صار خطأً، بمعنى أنك تجد الإنسان يقول بقول في مسألة من المسائل لا تستطيع أن تقول: إن هذا القول باطل محض، ولا أن تقول: إن هذا القول حق محض؛ لكن تستطيع أن تقول: إن هذا القول التبس فيه الحق والباطل، أي: أنه توجد نسبة من الحق وهي كذا وكذا، وتوجد نسبة من الباطل وهي كذا وكذا، ويبقى الحق حقاً والباطل باطلاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015