السؤال يقول: بعد ما سمعنا عن العز بن عبد السلام الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، ماذا يجب علينا -كشباب ملتزمين- نحو هذه المنكرات في هذا العصر؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع أنه يسرني مثل هذا السؤال، وقد تكرر، لماذا؟ لأن المقصود أصلاً من طرح مثل هذه الموضوعات هو أن يثار مثل هذا السؤال في أذهاننا، وهذه بداية العافية، وبداية الشفاء، أن يثار عندنا مثل هذا
Q ما هو الواجب علينا؟ وأقول الواجب علينا أمور: أولها: أن ندعم مكانة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بكل وسيلة، ومن دعمهم أن نرفع مقامهم عند الناس، أرأيتم -أيها الإخوة- إذا دخل العالم في مجلس أو مناسبة ثم رأى عامة الناس ممن قد لا يعرفون هذا العالم -مثلاً- رأوا الحفاوة والتكريم والتفاف الطلاب حوله والسؤال وما أشبه ذلك، فإن الناس يخضعون لقوله ويسمعون له ويطيعونه ويقدرونه، لكن إذا كان العالم يضيع في الدهماء، وقد يضرب كتفه كتف آخر، ولعله لا يقول: السلام عليكم، أو كيف حالك يا فلان أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يصلح.
والواجب الثاني: أن تراسل العلماء بما ترى من المنكرات، وقد سبق أن ذكرت في بعض المحاضرات طريقة يسلكها بعض الدعاة -وهي طريقة جيدة- فيوم من الأيام فتحت صندوق البريد، فوجدت فيه قُصاصة من جريدة مكتوباً فيها رسالة مختصرة صغيرة بحجم هذه الورقة مثلاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه القُصاصة من جريدة كذا، نُشرت يوم كذا، وفيها ما ترى، نرجو أن تقوموا بواجبكم في هذا المجال.
أنا متأكد أن الذي أرسل هذه القصاصة أرسلها على الأقل بخمسين أو مائة ممن يعرف ومن السهل أن يعرفهم ويراسلهم وبناءً على هذه القصاصة التي وصلتهم سوف يقومون بدورهم وأقل شيء أن أحدهم رفع سماعة الهاتف -مثلاً- على صاحب المنكر، وقال: يا أخي قرأنا في الجريدة كذا، وكذا، وجزاك الله خيراً نرجو أن تراعوا هذه الأمور أنه لا يجوز، وفي القرآن كذا، وفي السنة كذا، ومشاعر الناس، وما أشبه ذلك.
فيحاول أن يؤثر فيه، فإذا حصلت عدة اتصالات على صاحب المنكر أو وسائل أخرى في التغيير فإن هذه لا بد أن تحدث صدى كبيراً، فأقل شيء يجب عليك هو أن يكون دورك الإعلام بوقوع المنكر بطريقة مؤكدة إلى من تعتقد أنهم سوف يقومون بالاحتساب.
واجبك الثالث: هو أن تحتسب بنفسك إذا استطعت، ما الذي يمنعك؟ فلا أحد يمنع أبداً أن ينكر الإنسان المنكر كبيراً أو صغيراً بالأسلوب الحسن، فتقول: حصل كذا وهذا لا يجوز ثم ماذا يضرك؟ لا يضرك شيء أبداً -إن شاء الله- حتى لو فرض أنه ما قبل منك، أو سخر منك، أو استهزأ بك، أو ضرك في نفسك ومالك أو أهلك، فلا يضير هذا، فهو في سبيل الله.