Q كان هناك مدرس يسبل ثيابه، وبعد ذلك نصحته، وعندما أتى في محاضرته الثانية ألقى محاضرة يقول فيها: إنه لا يأخذ من طالبه النصيحة، وأن العالم يمر بمرحلة خطيرة وينبغي أن نغض الطرف عن بعض الأخطاء، ويقول: هذه شكليات وينبغي أن نهتم بالجوهر؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع أن العالم يمر بمرحلة خطيرة هذا صحيح، وأحياناً إذا رأيت وسمعت قلت: سبحان الله! هذه بداية الفتن والملاحم التي يخشى أن يكون لها ما بعدها على مستوى الأمة وعلى مستوى العالم، فالعالم يمر بمرحلة خطرة هذا صحيح، لكن هذه المرحلة الخطيرة لا تمنع الإنسان أن يهتم بالأمور الأخرى كأمور الحلال والحرام، وينبه على هذا المنكر أياً كان هذا المنكر، ولا يأخذ منك التنبيه على إنكار الإسبال -مثلاً- دقيقة واحدة، ولن تضيع وقتك كله في هذا الموضوع.
ويمكن أن تشتغل بقضايا الأمة ومشاكلها؛ لأن الذي يستنكره كثيرون هو أن بعض الناس أصبح لا هم لهم إلا بعض المنكرات الموجودة في المجتمع مثل إسبال الثياب -مثلاً- أو حلق اللحى، أو التدخين، لا يتكلمون إلا فيها، ولا شك أن من قصر كلامه على هذه الأمور فهو مخطئ، بل ينبغي أن يتكلم في هذه الأمور ويتكلم في غيرها مما هو أهم منها.