Q تعرض علينا شبهة شيطانية، وهي: أننا في زمن رخاء فلن تأتينا فيه الشدة، فكيف السبيل إلى دفعها؟
صلى الله عليه وسلم إذا كنا في زمن رخاء فعلينا أن نستغل هذا الرخاء ونستفيد منه حتى يدفع الله عز وجل عنا الشدة، ولا شك أن الرخاء يختلف في الفرد عنه في الأمة، فبالنسبة للأفراد: منهم من هو في حال رخاء، ومنهم من هو في حال شدة، أما بالنسبة للأمة فالناس في هذا البلد لا شك أنهم في حال رخاء وسعة من العيش وبحبوحة من الرزق، ولكنهم في بلدان أخرى هم في حال شدة، فالمسلمون -مثلاً- في أفغانستان لا شك أنهم في حال شدة، والمسلمون في كثير من بلدان الشام كفلسطين ولبنان وغيرها وفي كثير من بقاع الأرض هم في حال شدة وقد سُلط عليهم الأعداء، وهذا يجعلك أيها المسلم تتذكر أن الرخاء لا يدوم، فكما أن رخاء الفرد يتغير فالغني يفتقر والصحيح يمرض، فكذلك رخاء الأمم لا يدوم فإن الأيام دول: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140] فعلينا أن نتعرف إلى الله عز وجل في حال الرخاء فننفق ما وهبنا الله عز وجل من الأموال؛ وندرك أنها ليست لنا وإنما نحن مستخلفون فيها، ولذلك يقول الله عز وجل: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد:7] وعلينا أن نستفيد مما أعطانا الله عز وجل في هذه الحال وننفقه في طاعة الله حتى نكون ممن تعرف إلى الله في الرخاء ليعرفنا في الشدة، وييسر لنا أسباب دفعها، وإلا فإن الله عز وجل إذا تخلى عن فرد أو أمة وإن كان بأيديهم أسباب ووسائل كثيرة فهم إلى هزيمة وبوار ودمار.