السؤال قبل الأخير: فضيلة الشيخ: يتعرض الإنسان لفترات فتور في إيمانه، فلا يحس بما كان يحس به من قبل في بداية هدايته عند تلاوة القرآن وذكر الموت، فكيف يعالج الإنسان هذا الفتور؟ وما وسائل تقوية الإيمان، جزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم أما وسائل تقوية الإيمان فمرت الإشارة العابرة إلى ذلك.
أما ما يعرض للإنسان من فتور، فإنني أقول: إنه قد يكون طبيعياً في بعض الحالات، فإن الإنسان إذا اهتدى إلى الله عز وجل وتنسك وأقبل على العبادة؛ يكون في أول أمره متحمساً وشديد الحرص، ثم مع الزمن والاستمرار قد يعرض له بعض الفتور في العبادة؛ وقد لا يجد بعض ما كان يجده من اللذة في أول الأمر، فأقول: إن كل عابد له شِرَّة وله فترة -كما في الحديث الصحيح- فإما إلى سنة وإما إلى بدعة، فالمقصود أن يكون العابد في حالي شرته وفترته، يعني: في حال قوته وضعفه، ألا تخرجه الشدة إلى بدعة وألا يخرجه الفتور إلى تقصير وإخلال بالعبادة، وعليه أن يحرص على أن يرفع نفسه دائماً، فإن الخطر كل الخطر هو أن يرضى الإنسان بالوضع الذي يعيشه، ويقنع بما هو فيه؛ لأنه حينئذ سيبدأ بالهبوط دون أن يشعر.
أما حين يحرص الإنسان دائماً على الارتفاع ويجعل له مثلاً أعلى وقدوة بالسلف الصالح، ويحرص على أن يزيد من العبادة بين وقت وآخر فهو حينئذٍ -إن شاء الله- إلى خير ولو حصل له حالات فتور في بعض الوقت.