السؤال الأخير: إني أحب أن أطبق جميع ما أمرني الله سبحانه وتعالى به، وأفعل ذلك على قدر استطاعتي والحمد لله، ولكني أخاف أن يحبط الله عملي؛ لأني أحب أن يعرف الناس ذلك، فأخاف أن يكون ذلك من باب الرياء، أرشدوني إلى حل يخلصني من ذلك؟
صلى الله عليه وسلم الحل يتمثل في عدة أمور: الأمر الأول: أن يحرص الأخ السائل وغيره على التعرف إلى الله عز وجل حق المعرفة؛ لأنه حينئذٍ سيدرك من عظمة الله عز وجل ما يجعله يحتقر العمل للمخلوقين، ويدرك أن العمل ينبغي ألا يقصد به غير هذا العظيم سبحانه وتعالى، وهذا يحتاج إلى مجاهدة وطول تأمل وتفكر في معاني الأسماء والصفات كما سبق.
الأمر الآخر: أن يحرص على كثرة الدعاء بأن يرزقه الله عز وجل النية الصالحة ويحفظه من الرياء.
الأمر الثالث: أن يحرص على إخفاء عمله ما استطاع، فإذا ظهر هذا العمل دون إرادته ففرح بذلك، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {تلك عاجل بشرى المؤمن} لما سئل عن الرجل يعمل العمل فيعرف ويذكر بذلك، فقال: {تلك عاجل بشرى المؤمن} فاحرص على إخفاء العمل، فإذا ظهر العمل دون علمك ففرحت بذلك فلا شيء فيه.
الأمر الرابع: أن تحرص على مجاهدة نفسك في النية حتى في الأمور الظاهرة؛ لأنني لا أرى أن يترك الإنسان بعض الأعمال التي يعلمها الناس خوف الرياء كإمامة المسجد -مثلاً- أو النصيحة والموعظة أو غيرها من الأمور فيقول أخاف من الرياء، بل عليه أن يؤدي ما يستطيع من هذه الأعمال ويحرص على مجاهدة نفسه، وهذا نوع من الجهاد العملي؛ لأن الإنسان الذي عنده مراقبة ويخاف من الرياء فهذا دليل على وجود شيء من الإيمان في قلبه، فإذا استمر هذا الإيمان وحرص على تنميته فإنه -إن شاء الله- إلى خير، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.