الصحابة في مكة

وهكذا أصحابه رضي الله عنهم قيض الله لهم من يحميهم ومن يجيرهم ومن يعتق عبيدهم حتى أذن الله عز وجل لهم بالهجرة إلى الحبشة، فقال لهم صلى الله عليه وسلم كما في حديث أم سلمة في المسند وغيره بسند صحيح قال لهم أو أمرهم بالهجرة إلى الحبشة، وأخبرهم بأن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد، فخرجوا فلقوا من جوار النجاشي وعطفه وبره بهم ما أنساهم جور قريش وظلمها وإيذاءها.

فلما سمعت قريش بما لقوه في الحبشة أرسلت إليهم من يحاول أن يغير من رأي ملك الحبشة فيهم، ولكن هذين الرسولين باءا بالخيبة والفشل، وقال النجاشي للمسلمين: [[اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي -يعني آمنون- من سبكم غرم، من سبكم غرم، من سبكم غرم]] وبقي المسلون في الحبشة في خير دار عند خير جار، ثم قيض الله عز وجل لهم بعد ذلك من إسلام الأنصار واستقبالهم وإيوائهم ما لا يخفى على أحد، وكان هذا جزءاً من الخير الكثير الطيب الذي وعد النبي صلى الله عليه وسلم الغرباء في هذا الحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015