بيان الغرباء

ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما: {بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء} فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الغرباء الذين تعرفوا إلى الله في الرخاء؛ وسلكوا سبيل الاستقامة والصلاح، ورضوا بالله عز وجل وإن سخط الناس، واستقاموا على طريق الإسلام والسنة؛ إن هؤلاء القوم لهم طوبى، وطوبى كما عرفها العلماء: هي الخير الكثير الطيب؛ والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، فهو وعدٌ من الله عز وجل على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بالخير الكثير الطيب للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، ويُصلحون ما أفسد الناس، وهم قومٌ صالحون قليلون في قوم سوءٍ كثيرون من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم.

وهذا الوعد الذي جاء على لسان محمد صلى الله عليه وسلم شهد الواقع والتاريخ بصدقه، فإننا نجد الغرباء الأولين الذين بدأ الإسلام على أيديهم أول مرة؛ نجد أن الله عز وجل كتب لهم من الخير الكثير ما يعرفه الخاص والعام، فهم حين كانوا في مكة والناس حولهم مشركون كثيرون وهم مسلمون قليلون؛ والناس يعادونهم ويرمونهم عن قوس واحدة، نجد أن الله عز وجل يقيض لهم من يحميهم وينصرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015