أهمية الثبات على الالتزام

Q يقول: الرجاء التنبيه على أهمية الثبات على الهدى والالتزام، وعلى أهمية الرفقة الصالحة، والحذر الشديد من الرفقة السيئة خصوصاً الشباب الصغار الملتزمين، كيف لا وكثير من الشباب تجده ملتزماً، ثم يستخفه الشباب المنحرف، ومن ثم يبتلى مثلهم، فالرجاء التنبيه على أهمية الثبات، وسؤال الله عز وجل الثبات، وابسطوا لنا الجواب وفقكم الله الكريم الوهاب.

صلى الله عليه وسلم لا شك أن الثبات على أمر الهداية لا يقل أهمية عن الهدى والهداية بذاتها، فإن الإنسان قد يعرف طريق الهداية، ثم ينحرف - والعياذ بالله- فيجعل الله صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء، فلا يقل أهمية عن الحصول على الهداية ثبات الإنسان عليها، وقد قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم:27] .

فعلى العبد أن يتقي الله تعالى، ويسأل الله تعالى الثبات بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويسعى إلى الحصول على وسائل الثبات، والتي من أهمها أن يعلم أن الأمر كله بيد الله، وأنه ليس بيده شيء، وأنه لم يحصل على الهداية بقوته وحوله، وإنما بحول الله تعالى وقوته، فعليه أن يكثر من سؤال الله تعالى، وعليه أن يكثر من الاستغفار، وعليه أن يعلم أنه ليس بيده شيء إلا أن يوفقه الله تعالى لذلك، كما أن عليه أن يكثر من الأعمال الصالحة، فهي مثل الأشجار التي يغرسها الإنسان في التربة حتى تضمن عدم انتقالها، أو ذهاب الريح بها إلى موضع آخر، فصحبة الأخيار من أهم وسائل الثبات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015