والضعفاء -أيها الأحبة- هم غالباً أقرب إلى الخير، وأقرب إلى الله تعالى زلفى، وأقرب إلى اتباع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ألا أنبئكم بخياركم؟ قالوا: بلى، فقال صلى الله عليه وسلم: كل ضعيف متضعف ذي طمرين لا يؤبه له} كما في سنن ابن ماجة ومسند الإمام أحمد، ومعنى كل ضعيف متضعف ذي طمرين أي: ثوبين باليين خلقين لا يؤبه له.
وكذلك قال في الحديث والآخر -حديث عياض بن حمار، وهو في صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد- قال النبي صلى الله عليه وسلم: {وأهل الجنة ثلاثة: -وذكر منهم- ضعيف متضعف لو أقسم على الله تعالى لأبره} أي: فيه ضعف ومسكنة وتواضع وبعد عن الأبهة والخيلاء والغطرسة والكبرياء التي هي شأن المستكبرين في هذه الدنيا، والذين هم وقود النار يوم القيامة: {يحشر المستكبرون يوم القيامة أمثال الذر، يطؤهم الناس، ثم يوضعون في سجين} والعياذ بالله تعالى.