المعصية سبب في الطلاق

من أسباب الطلاق أيضاً: المعصية، وكم من زوجة تركت زوجها لأنه لا يصلي، أو يتعاطى المخدرات، أو يحمل أفكاراً فاسدة، أو يسافر إلى الخارج للفساد، أو يتعامل بالربا وما حرم الله عز وجل أو غير ذلك، وكم من طلاق كان سببه كثرة سفر الزوجين إلى الخارج، مرة لقضاء شهر العسل، ومرة لقضاء الإجازة، وثالثة ورابعة! أو كان الطلاق نظراً لاحتواء البيت على ما حرم الله عز وجل، كمشاهدة التلفاز، وما يعرض فيه من مشاهد مؤذية فاسدة، أصبحت يوماً بعد يوم تتردى وتنهار، ويعرض فيها ما يهدم الدين والأخلاق، أو مشاهدة أشرطة الفيديو أيضاً التي أصبحت الجهات المراقبة لها تتسامح فيها أكثر وأكثر؛ فيعرض فيها كل شيء، اللهم إلا الفاحشة، أما مشاهدة ما سوى ذلك فهو أمر موجود.

فكيف ترى في بيت تعرض على شاشاته في كل غرفة من غرفه مشاهد تحكي أوضاع المجتمعات الغربية، وما فيها من تقهقر وانحلال وإباحية وفساد؟! فالرجال والنساء بعضهم مع بعض يرقصون أو يتعاطون الخمور، وقد بدت السيقان والأفخاذ والأذرع والصدور والنحور والشعور وغير ذلك! كيف ترى هذا البيت الذي يُعصى الله تعالى في كل زاوية من زواياه، وفي كل ركن من أركانه، أنه يقوم على أساس صحيح سليم؟! أو بيت آخر تصدح فيه كلمات الغناء الماجن الخليع، كيف تقوم له قائمة؟! أو بيت يعج بالخدم والسائقين، ممن ليس لهم حاجة في المنزل، وممن ليس عليهم رقابة، وليس لهم أدنى قدر من التربية.

، فمثل هذه المعاصي في كثير من الأحيان هي من أسباب الطلاق.

ومثله أيضاً ما يحدث في الزواج، سواءً في ليلة الزواج من مخالفات شرعية، كالاختلاط، والأغاني المحرمة، والتصوير وسوى ذلك، أو حتى قبل الزواج.

ومن ذلك: الإسراف في المهور، وهذه القضية لا أدري متى تنتهي، إنها ما زالت عقبة تحول بين كثير من الناس وبين إعفاف فروجهم بما أحل الله عز وجل، وقد نهى عنها عمر رضي الله عنه كما في سنن أبي داود وغيره: [[لا تغالوا في صدق النساء]] والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {أكثرهن بركة أيسرهن مؤنة} فينبغي أن نحمل على عواتقنا تيسير مؤنة الزواج بقدر المستطاع، وليست القضية منافرة أو مفاخرة أو مباهاة بمقدار المهر الذي دفعه فلان! فإذا كنا نعرف جميعاً حجم المشكلة الاقتصادية التي يعانيها الشباب الآن، وهو يجلس إلى الثانية والعشرين من عمره، وهو طالب في الجامعة، وبعد ما يتخرج قد يجد صعوبة في التوظف في حالات كثيرة، وإن توظف قبل ذلك، توظف بمرتب لا يكفيه، فمتى يتمكن من توفير المهر، الذي قد يصل إلى أربعين أو خمسين أو ستين ألف ريال؟ ثم إذا وفر المهر، فمتى يوفر المنزل؟ ولو كانت شقة صغيرة؟ ومتى يتمكن من تأثيثه؟ إلى غير ذلك من التكاليف الباهظة الصعبة، التي أصبحت تثقل كواهل الشباب، وإن كنا نشكر -بهذه المناسبة- اللجان التي قامت على مساعدة الشباب الراغبين في الزواج، سواءً في هذا البلد أو في الرياض أو في جدة أو في غيرها.

ومن ذلك -مما يتعلق بقضية المعصية-: الغفلة عن ذكر الله تعالى في كل حال، ذكر الله تعالى عند الدخول على المرأة، وعند دخول المنزل، وعند معاشرتها، وعند الصباح، وعند المساء وغير ذلك؛ فإن ذكر الله تعالى يحفظ العبد بإذن الله عز وجل من كيد وشر شياطين الجن والإنس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015