أعمال الإغاثة

Q هل التطوع في أعمال الإغاثة والمساعدة يعتبر من الجهاد في سبيل الله؟

صلى الله عليه وسلم لا شك أن المؤمنين كما أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر} وهم: {كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً} فالمؤمن يحزن لحزن أخيه ويفرح لفرحه، ويقوم بما يستطيع من مساعدته سواء بنفسه أو بماله أو بجاهه أو بما يملك، ولذلك {من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه، ومن ستر مسلماً ستره الله، ومن أعان مسلماً أعانه الله تعالى} .

فالمؤمن يحس بآلام إخوانه المؤمنين، وأنه حين يغيث ملهوفاً أو منكوباً، فإنه ليس يقدم تطوعاً كما عبر الأخ السائل، بل يقوم بواجب، كما أنه لو حدث له مثل هذا الموقف، لكان بحاجة إلى من يساعده في ذلك.

وحين يحتاج الناس إلى من يطعمهم؛ يجب على المسلمين أن يطعموهم، وحين يحتاجون إلى من يكسوهم؛ يجب على المسلمين أن يكسوهم، وحين يحتاجون إلى من يساعدهم؛ تجب مساعدتهم.

حتى قال بعض أهل العلم: إن الإنسان لو لم يعط حقه؛ أخذه بالقوة.

واستدلوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لما سألوه وقالوا: {يا رسول الله! إنا ننزل على أقوام فلا يأمرون لنا بما ينبغي للضيف -ما يعطوننا القرى والضيافة اللازمة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نزلتم على أقوام فأعطوكم ما ينبغي للضيف فاقبلوا، وإن لم يعطوكم ما ينبغي للضيف فخذوا منهم} أي تأخذون منهم ما تحتاجونه مما هو واجب لكم عليهم، ما دمتم محتاجين إلى ذلك أو مضطرين إليه.

فأقول: ليس تطوعاً أن تبذل من مالك لإخوانك، أو أن تقوم بأعمال الإغاثة أو المساعدة، بل ليس تطوعاً أيضاً أن تقوم بالتوجيه والإرشاد، وتبصير هؤلاء الإخوة وتسكينهم وتذكيرهم بأن الأيام دول كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140] ومحاولة تعزية من أصيب بشيء أو فقد شيئاً، هذا كله جزء من الواجب الملقى على عواتقنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015