الطلاق في مجتمعاتنا

في مجتمعاتنا اليوم أيها الإخوة: لا شك أن نسبة الطلاق ارتفعت لكن مهما كان الأمر، فإن الفرق كبير مقارنة بأحوال الغرب، فالنسبة عندنا ترتفع لكنها لا تزال أدنى بكثير من هذه النسب الموجودة ببلاد الغرب وبمراحل، وإن كانت الأسباب هي هي، تنوعت الأسباب والموت واحد، فإن أسباب الطلاق في مجتمعاتنا تمت بسبب إلى أسباب الطلاق إلى مجتمعهم: فالرجل الذي يكثر من النظر إلى النساء ذاهبات وآيبات، فإنه يصبح عنده تذوق لجمال النساء وطولهن وقصرهن وأشكالهن وهيئاتهن، يبدأ بعد ذلك سلسلة من المقارنة بين من يرى من النساء وبين زوجته، وهي مقارنات غير صحيحة؛ لأن الرجل قد يرى من المرأة جوانب تعجبه، ولا يدرك الجوانب التي لا ترضيه، حتى أن من الطريف أن رجلاً معروفاً كان يكثر من النظر إلى النساء، وإن كان رجلاً عفيفاً في فرجه، لكنه يطلق بصره، ففي يوم من الأيام رأى في الشارع امرأة فتعلق قلبه بها فرجع إلى بيته، وهو حزين مهموم ضيق الصدر، فلما قدمت له زوجته الغداء، رأت عليه آثار الهم، فبدأت تسأله لكن لم يجبها، فأصرت عليه، فلما رأى إصرارها أخبرها بالأمر، وقال: إنني نظرت إلى امرأة، فتعلق قلبي بها وهذا هو السبب، فضحكت في وجهه، وقالت: والله! أنا تلك المرأة؛ لأنني أعرف أنك تنظر إلى النساء، وأن الشيطان يزين لك صورة المرأة الأجنبية البعيدة بخلاف المرأة المتاحة التي هي في إمكانك وفي متناولك، فتنكرتُ وتلبستُ بثياب جميلة، وعرضت لك حتى يكون في هذا لك درس أي درس! فطموح النظر من أسباب الطلاق.

كذلك فقدان العلاقة الزوجية العاطفية الوجدانية هو من أسباب الطلاق أيضاً، فإن الزواج عقد مقدس، وهو رباط بين قلبين قبل أن يكون رباطاً بين الجسدين.

ومنها أيضاً عدم الثقة بالمرأة، أو عدم ثقة المرأة بزوجها هو من أسباب الطلاق، المشاكل العادية الصغيرة من أهم أسباب الطلاق، وقليل من حالات الطلاق يكون بسبب مشكلة مزمنة، تتطور وتمتد وتكبر، لكن معظم حالات الطلاق تكون نتيجة مشكلات صغيرة جداً، تكثر ثم تكثر ثم تتراكم، حتى تكون النهاية هي كسر العلاقة الزوجية.

الأعصاب المشدودة عند الزوج، وكونه متهيئا لأن يُطْلِقَ بكلمة "طالق" في كل وقت، هذا أيضاً من أسباب الطلاق، ولذلك من المفروض في الإنسان أن يحكم نفسه بالحكمة والصبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015