الاختلاط

الاختلاط بطبيعة الحال موجود عندهم في كل مكان: في العمل، في السوق، في السيارة، في القطار، في المدرسة ولكنهم مع ذلك بدءوا يدركون الآثار الاجتماعية والتعليمية والأخلاقية الضارة للاختلاط، فيسعون إلى إيجاد أماكن خاصة بالنساء، في مقابلها أماكن خاصة بالرجال.

على سبيل المثال في مدينة كولومبيا في أمريكا، زرناها وهي في ولاية نيزوري، فوجدنا فيها جامعة عريقة كبيرة خاصة بالفتيات لا يدخلها الرجال في مجال الدراسة، وسألت بعض الشباب، فقال لي: إنه يوجد في أمريكا ما يزيد عن سبعين جامعة على هذا النمط، جامعات خاصة للبنات.

هذا في الوقت الذي نجد فيه كثيراً من البلاد الإسلامية تخلو من إيجاد جامعات خاصة للبنات! ومثلما أوجدوا جامعات خاصة للبنات، فقد قرأت في الأخبار أنهم في ألمانيا أوجدوا فنادقاً مخصصة للنساء، وفي أكثر من بلد من البلدان الأوروبية أوجدوا مستشفيات ومستوصفات مخصصة للنساء، يعالج فيها النساء، أو تكون خاصة بمراجعة النساء فحسب.

ومع الأسف أنه في بعض البلاد الإسلامية التي تستطيع أن تفعل الكثير، يحتج بعض المسؤولين فيها؛ بأنه لا يمكن إيجاد مستشفى خاص بالنساء، لماذا لا يمكن إيجاد مستشفى للنساء؟ هل بسبب العجز المالي؟! المجتمع كله ينادي بذلك، المجتمع يتطلع إلى حماية النساء ووقايتهن من بعض الأوضاع السيئة في بعض المستشفيات، ثم نتعلل بذلك، بل أين أصحاب الأموال والاستثمارات الضخمة، عن إيجاد مستشفيات مخصصة للنساء، يأمن فيها المؤمنون على عوراتهم، على زوجاتهم، على بناتهم؟ إن هذا من الميادين التي هي من أعظم الثغرات الموجودة في مجتمعاتنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015