طلب العلم يحفظ الداعية من الانحراف العقدي

إن طلب العلم الشرعي الصحيح، هو ضمانة تحفظ الدعية بإذن الله عز وجل من ألوان الانحراف، وإن من ألوان الانحراف الذي قد يقع للداعية: الانحراف في معتقده، ونحن نجد على مدار التاريخ؛ أن هناك دعاة لكن إلى ضلاله، ومن أمثلة ذلك: انحراف الخوارج، الذين كانوا يكفرون المسلم بالمعصية، ويقابله انحراف المرجئة، الذين كانوا يقولون: كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، كذلك لا يضر مع الإيمان معصية، وكلاهما غلوّ وانحراف، ونحن نجد حتى في واقع الدعاة في هذا العصر، في بعض البلاد الإسلامية، هذا الانحراف أو ذاك موجود، والسبب هو فقدان العلم الشرعي، فتكون علوم الإنسان في الدعوة، مبنية على اجتهاد شخصي وعلى ميزاته، فإذا وُجد إنسان حاد المزاج، حاد الطبع شديد الانفعال قوي الغيرة، ثم شاهد الانحرافات والمعاصي والأخطاء، قام وقال: هؤلاء الناس فيهم وفيهم، وربما أطلق عليهم ألفاظ الكفر دون تبصر أو تثبت، فهذا انحراف، فما الذي يعصم الإنسان من الوقوع في هذا الانحراف؟ يعصمه بإذن الله جل وعلا العلم، فالعلم نور في قلب الإنسان.

كذلك الانحراف في الوقوع في التجهم أو الاعتزال أو التأويل أو التحريف أو التبديل، إنما العاصم من ذلك -بإذن الله جل وعل- هو العلم الشرعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015