طلب العلم يعصم الداعية من الانحراف في مسألة الولاء والبراء

من الانحرافات المنهجية، أو من الأمثلة التي قد يقع فيها الداعية بسبب ضعف العلم الشرعي: ألا يفهم الداعية مسألة الولاء والبراء على أصولها الصحيحة، فبعض الدعاة -مثلاً- تجد ولاءهم وبراءهم، ليس ولاءً وبراءً محرراً في الله تعالى، بل هو -وأحياناً- ولاءٌ على اللافتات والرايات والحزبيات والتجمعات، وليس في الله جل وعلا، وهذا خطر عظيم، ربما يبغض الداعية إنساناً شديد الإيمان بالله ورسوله شديد الحب لهم، كثير الجهاد والعمل والدعوة إلى الله، لأنه ليس من طائفته، وقد يحب إنساناً آخر دونه بمراحل، وربما يوجد عنده عيوب وأخطاء، لسبب أنه من فئته أو من أصحابه، وهذا خطر عظيم! وربما نستطيع أن نشبهه بما كان يوجد في الماضي، من الحزبية والتعصب للمذاهب الفقهية، فكان -مثلاً- المتعصب لإمام من الأئمة، كـ الشافعي أو أبي حنيفة، ربما يقع في حق عالم من العلماء جليل القدر؛ لأنه يتبع إماماً آخر، وكم لقي ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من العلماء، من العنت والحرب؛ بسبب أنهم يخالفون هؤلاء في مذهبهم، مع أننا نعلم أن ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من العلماء المحققين رحمهم الله أجمعين لم يكونوا يتعصبون إلا للحق، لكنهم ابتلوا بمتعصبين، يوالون ويعادون في أمور ما أنزل الله بها من سلطان.

واليوم نجد كثيراً من الدعاة ابتلوا بهذا الأمر؛ فتجد الداعية إذا ذكرت له فلاناً: أشاح بوجهه وأعرض، وربما أظهر من حركات شفتيه ويديه وهيئته ما يدل على الامتعار، وحين تستغرب فتبحث عن السبب؛ تجد أن هذا الداعية ليس من أصحابه ولا من فئته، ولذلك اتخذ منه هذا الموقف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015