والوسيلة الثانية: هي وسيلة القراءة، والطالب الذي لا يقرأ لا يحصل على علم، ولابد أن يكون للطالب طُولَعَة، يعني لديه نهم ورغبة شخصية في القراءة, بحيث أنه يستغل ويهتبل كل فرصة ممكنة له في القراءة، وليست القراءة قراءة الخطافين الذي يقرأ من كل كتاب عشر صفحات أو عشرين صفحة ثم يغادره إلى غيره، بل لابد أن تكون قراءة متأنية مركزة، وقد قيل: أن تقرأ كتاباً واحداً ثلاث مرات خير من أن تقرأ ثلاث كتب مرة واحدة، فمن المهم أن يكون لطالب العلم قراءة مستمرة، في كتب مختارة في أنواع العلوم.
وفيما يتعلق بالقراءة: من المفيد أن يسجل طالب العلم الشوارد، التي يقف عليها أثناء قراءته، أثناء قراءتك لكتاب ما قد تجد فوائد ملتقطة هنا وهناك، ربما تتعب في البحث عنها فلا تجدها، وبالمصادفة وقفت عليها دون قصد في كتاب من الكتب، فحينئذ يحسن بك أن تعتمد التسجيل، فتجعل الصفحات الأولى من الكتاب -الصفحات البيضاء- مكان تسجل فيه الفوائد التي تلتقطها أثناء القراءة أين كانت، وترجع إليها بين حين وآخر، وقد جربت هذه الطريقة في عدد من الكتب فوجدتها في غاية النفع لطالب العلم.